رافائيل اسم يرتبط بالموسيقا والأغاني الإسبانية، ويحمل إرثاً فنياً لا يقارن، فيوقظ غناؤه الرهافة وإثارة المشاعر بشكل لايمكن قياسه، وهذا ما عكسته مئات الأسطوانات والأفلام وأشرطة الفيديو المسجلة بشكل مباشر من حفلاته والمنتشرة في كل أنحاء العالم التي ستحفظ في متحف رافائيل المقام في مدينة مولده ليناريس.
اعتبر رافائيل شخصية متميزة ومحط إعجاب ورغبة كبيرة من الجمهور والنقد الخاص في جولاته الدولية التي لا تعد ولا تحصى في مناطق كثيرة من العالم، فقد أبدع رافائيل نمطاً متفرداً وطليعياً في الموسيقا الحديثة والغناء بالإسبانية، وهذا ما أظهرته أكثر من 325 اسطوانة ذهبية وأكثر من 50 أسطوانة فضية وواحدة من اليورانيوم(الوحيد في العالم) لمبيع50 مليون نسخة من أسطوانته فهو الفنان الوحيد الذي حافظ على إبداعه وارتقائه لمدة خمسين سنة متواصلة وهو الأول في تأدية المواضيع الأساسية لمختلف أنواع الغناء بالإسبانية في حفلاته الخاصة للتلفزيون وأمسياته العديدة.
ميغيل رافائيل مارتوس سانتشيث مواليد ليناريس في مقاطعة خايئن التابعة لإقليم الأندلس في اسبانيا5/5/1945 يلقب بعندليب ليناريس أو طفل ليناريس وقد بدأ مشواره الفني عام 1959 وهو أحد شعارات إسبانيا الغنائية، ميزة صوته وطاقته التاريخية المعبرة العظيمة غزت جمهور كل العالم الناطق بالإسبانية والثقافات الأخرى لأكثر من خمسة عقود متتالية ولا يزال حتى الآن.
نشأ رافائيل في عائلة متواضعة مؤلفة من أربعة شبان هو ثالثهم, تمتعت الأم ربة المنزل بصوت رخيم وكانت تمضي وقتها في الاعتناء بأسرتها وهي تغني فنشأ رافائيل مثل بقية الأطفال يلعب ولكنه يستمتع للغناء ويشارك فيه منذ سنواته الأولى، انتقل الوالد مع عائلته للعمل في مدريد وبذلك أتيحت لرافائيل فرصة الانضمام لكورس كنيسة, هناك طرد من المدرسة أكثر من مرة بسبب تغيبه المتكرر واشترك في التاسعة من عمره مع كورس الكنيسة في مهرجان سالزبورغ في النمسا وحصل على جائزة أفضل صوت طفولي كطفل أعجوبة في الغناء المنفرد، بعد عدة سنوات دخل كتلميذ في أكاديمية ودار نشر موسيقية للمايسترو فرنسيسكو غورديليو.
ومنذ ذلك انطلق في مسيرته الفنية المستمرة، وبدأ بتوقيع العقود مع شركة الأسطوانات فيليبس، وباشر مع عازف البيانو والمؤلف الموسيقي مانويل أليخاندو الذي يعود بأصله أيضاً إلى الأندلس فلحن له أغنيات نجاحاته المستقبلية، في السابعة عشرة من عمره اشترك في المهرجان الإسباني الرابع للأغنية فحصل فيه على جائزة أفضل أداء، كما نالت أغانيه الست المشاركة الجوائز الأولى والثانية والثالثة والخامسة والثامنة والتاسعة، مثّل رافائيل 11 فيلماً للسينما خلال عقدي الستينيات والسبعينيات كان في 8 منها البطل وعمل مع مخرجين عالمين معروفين مثل ماريو كامو-بيثنتي إسكريبه نذكر منها التوءمان 1968، إلى الغولفو أو الشريد 1969- الملاك 1970 -سأعود لأولد 1973-في المكان الذي ينتهي فيه الطريق 1978 جاك وهايدي 2000.
كما كتب رافائيل كتاباً بعنوان« أريد أن أعيش» تمكن فيه من تقديم انطباع عميق ومؤلم عن الأحداث التي عصفت بحياته في السنوات الأخيرة وإرسال هالة من الأمل للمرضى في المراحل النهائية وتبرع رافائيل دون أي مقابل بالجزء الخاص من مبيعات هذا الكتاب لصالح مؤسسة الطب الحيوي في مدريد.
وقد قدم معهد ثربانتس بهذه المناسبة فيلماً للمغني بعنوان(الشريد) كما افتتح معرض صور فنية مأخوذة للفنان في مختلف مراحل حياته الفنية وفوق أهم المسارح الإسبانية والعالمية.