تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رأفة بالكلام

عين المجتمع
الاثنين 6-11-2017
غصون سليمان

اخترقت دمعته مساحة وجهه البريء الذي بدت تقسو عليه ملامح الحياة وشقوتها .. دموع فجرتها عبارة نابية نهره بها ولي أمره حين ناول أحد الزبائن سلعة من جانبه كان اشتراها من الكشك الذي يعمل به .

وعلى مرأى الناس صبّت سخونتها على مسمعه وحرقت كبرياءه الداخلي .. عبارة قاسية قساوة الذل الذي جعل براءة الطفولة تستباح وتتقاذفها مصالح فئة لا تشبع وقد انتعشت واستطالت مخالبها على مسرح الحرب الظالمة، التي هتكت وعبثت بكل شيء ،وفي المقدمة بعثرت آمال وطموحات الطفولة السورية التي كبرت قبل أوانها وذاقت المرارة قبل أن يشتد عودها .‏

في اسواق المدينة وعقد طرقاتها حيث تفترش البسطات بأشكالها وألوانها وتكاد لا تخلو بسطة من طفل يافع مهجر وآخر متسرب من مدرسته لمساعدة عائلاتهم . بعدما كانت الأسر السورية تعيل أبناءها لما بعد الجامعة أو حتى لما بعد الزواج.‏

هي الظروف فرضت ذاتها بثقلها وهمومها وسوداويتها على المشهد العام من عواطف وأفكار ومسؤوليات أرهقت قدرة السواعد الغضة وهي تبحث عند لئام النفوس والقلوب لسد ما يستر رمق العيش لها ولأسرها.‏

مشاهد الظلم واضحة في كل مكان ..ومشاهد الرأفة والرحمة حاضرة في كل مكان أيضا .إنه وجه الحياة الذي لا يخلو من اللون ونقيضه وإن طغى أحدهما على الآخر .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية