ما جرى في هذه البلدة الصامدة ليس الا غيض من فيض صهيوني تحاول من خلاله « اسرائيل « الحصول على « نصر « يرفع من المعنويات المنهارة لإرهابييها بعد فشل كل خططهم التدميرية في كامل الجغرافيا السورية .
من يقرأ الواقع الميداني جيداً يدرك ان كل محاولات « اسرائيل « لتغيير هذا الواقع اصبحت من الماضي وكل مساعيها لإيجاد موطئ قدم لها على الارض السورية وتحقيق مبتغاها الاستعماري من خلال تجنيد مرتزقتها بات حلما مستحيل المنال.
فهذه الهجمات المتكررة على بلدة حضر من قبل تنظيم جبهة النصرة الارهابي الذي يرعاه كيان الإحتلال الإسرائيلي ليست بجديدة فمنذ بداية الحرب الارهابية على سورية و الاحتلال الإسرائيلي يدفع بمرتزقته لمهاجمة البلدة على أمل تهجير أهلها و لكن الهجوم الغرهابي الذي وقع مؤخراً هجوم غير مسبوق يستهدف إحتلال البلدة عبر الهجوم عليها من كل الاتجاهات, و بدأ بسيارة مفخخة ضمن ما سمي من قبل الجماعات الارهابية التي يرعاها الاحتلال الصهيوني معركة «كسر القيود عن الحرمون» و بالتالي فان الهدف المعلن الذي يكشفه إسم هذه المعركة احتلال حضر و ربط ريف القنيطرة بمنطقة بيت جن و خلق شريط حدودي يمنح الإحتلال الصهيوني ورقة تفاوض بعد القضاء على «داعش « .
مراقبون للمشهد يرون انه في ظل تغير الواقع الميداني في سورية و العراق و تغير خرائط السيطرة على الأرض لمصلحة البلدين يدركون أن الهجوم الارهابي على حضر هو هجوم اميركي صهيوني, فالهجوم جاء بعد غارة صهيونية على المنطقة الصناعية في حسياء, و التي جاءت بعد إصابة طائرة اف 35 بصاروخ سوري طراز سام5 و لم يكن ليتمكن العدو الصهيوني خلال فترة وجيزة من المجازفة بطائراته لضرب هدف غير عسكري دون دعم لوجستي و تقني أمريكي, فالغارة على حسياء حسب مراقبين هي رسالة و ليست تغييرا للواقع القائم وهي إعلان الهجوم على بلدة حضر, و هو ما يؤكد أن الهجوم على حضر كان محضر مسبقاً , و لكن إصابة طائرة صهيونية طراز أف 35 شبح هو ما أخر الهجوم الى حين نفذ العدو الصهيوني الغارة الثانية على حسياء في محاولة بائسة لفرض واقع عسكري لم يكترث له السوريون , وهو ما أكده بواسل الجيش العربي السوري والأهالي في بلدة حضر الذين حولوا دفاعهم الى هجوم و سحقوا عصابات الكيان الغاصب.
لقد ولد الهجوم الارهابي على بلدة حضر موجة غضب عارمة من جانب اهالي هضبة الجولان وفي الجليل. حيث ان العشرات من اهالي الجولان والجليل قطعوا السياج الفاصل وتسللوا الى سورية لمساعدة اهلهم في حضر، ما سبب حالة هلع وخوف في الداخل الصهيوني من ان ينتفض اهالي الجولان المحتل والجليل ضد ممارسات الكيان الصهيوني ومرتزقتهم بحق اهالي حضر .
فالكيان الصهيوني لا يألوا جهداً من محاولات قلب معادلة التفوّق التي ثبّتها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الجنوب السوري طوال السنوات الماضية ضد المجموعات الإرهابية المسلّحة بمختلف تصنيفاتها.
ومنذ عام 2014، ترجم السوريون الغلبة العسكرية توسيعاً لرقعة سيطرة الجيش السوري وتفكيكاً للبيئة التي احتضنت الارهابيين في بداية الحرب عبر المصالحات وإعادة التواصل بين الدولة وغالبية الفعاليات المحليّة في القرى التي لا تزال تحتلها الجماعات الإرهابية.
بالمحصلة فان محاولات العدو الصهيوني المستميتة فرض نفسه على معادلة الحل في سورية والتي سبقها تدخل عسكري تركي سافر في إدلب و سبقها قرار فرنسي أميركي بالبقاء في سورية كقوى إحتلال بعد القضاء على «داعش» , تؤكد أن الأميركي و التركي و الصهيوني يسعون الى أن يكونوا طرفا محتلا يحل مكان التنظيمات الإرهابية في أي مفاوضات قادمة بعد القضاء على داعش الذي فشل في تحقيق غاياتهم.
وحسب المحللين فانه و مع قرب انتهاء الحرب الارهابية على سورية و القضاء على آخر داعشي ستسقط الاقنعة عن كل من تآمر على سورية و لن يكون بمقدور الاميركي ومن خلفه الصهيوني سوى العودة الى البداية و لكن تبقى معركة حضر نموذج لما ينتظر المرتزقة و من يقف خلفهم و ما دفاع أهالي حضر الا نموذج لما قد يصيب الاميركي في الرقة, و كما سحق الجيش العربي السوري «داعش « سيسحق من يخلف «داعش « أياً كان اسمه حتى لو كان جيش الاحتلال الأمريكي, ففي بلدة حضر هزم الاسرائيلي و الاميركي و معهم تنظيم جبهة النصرة الارهابي .