وأكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية رئيسة مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن في كلمتها أن وعد بلفور ليس قدرا وإلغاؤه يعتمد أولا وأخيرا على جهودنا في صياغة مستقبل هذه الأمة، مشددة على أن فلسطين ستبقى البوصلة، وما تتعرض له أمتنا من محاولة تفتيت هو نتيجة التراجع في الخيار القومي العربي الذي لا بد من التمسك به وبالعروبة من أجل سيادتنا وقوتنا.
وأوضحت شعبان أن المؤتمر خلص إلى مجموعة من الأفكار غير النهائية والقابلة للتطوير يتم نقاشها عبر لجنة متابعة مع جميع المشاركين للوصول إلى استراتيجية يتبناها الجميع تساهم في تصويب المسار والبحث عن الطريق الصحيح.
وعرضت شعبان المحاور السبعة التي ناقشها المؤتمر وأولها «المشروع النهضوي العربي ومستقبل العمل العربي المشترك» حيث أكد المشاركون أن مئوية وعد بلفور نداء توحيدي للعرب جميعا وللإنسانية من أجل بذل الجهود لإسقاط كل ما ترتب عليه واعتبار الدولة الوطنية ذات السيادة والقائمة على المواطنة والمساواة هي الأساس لأي عمل نهضوي مشترك وتعزيز التعاون بين المؤسسات الشعبية والثقافية والعلمية في الوطن العربي على المستويات كافة واعتبار اولويات العمل العربي هي المقاومة ضد الكيان الصهيوني وأي مشاريع تهدد سيادة الدول واستقلالها.
وبينت شعبان أن المشاركين دعوا إلى عدم الرهان على دور الجامعة العربية بعدما تحولت إلى اداة للعدوان على دول عربية والتأكيد في المقابل على أهمية تطوير العمل العربي الشعبي المشترك بكل مستوياته ولا سيما المنظمات غير الحكومية والأحزاب والقوى والهيئات الشعبية.
وأوضحت شعبان أن المحور الثاني تركز على الهوية العربية « المفهوم بين الماضي والمعاصرة» حيث شدد المشاركون على أن الحامل الأساسي المشترك للهوية العربية هو وجود مشروع سياسي وطني يتمتع بحيوية سياسية ويتضمن حوامله الداخلية في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والحرية السياسية وان الهوية ليست مكونا وجوديا ثابتا ونهائيا إنما كينونة ديناميكية حية قابلة للتطور والبناء داعين إلى النظر بالتنوع والتعدد في مكونات المجتمع العربي كعامل إغناء وإثراء لهويته وليس عامل تقسيم وتشتيت كما ان ارتباط الهوية العربية بمشاريعها القطرية ضمن أفق قومي بالمعنى الحضاري يدعونا إلى تفعيل دور النخب في تعزيز فكرة الانتماء للهوية بما فيها روابط الحقوق والواجبات بدلا من فكرة الولاء بما يربطها من علاقة تبعية.
ولفتت شعبان إلى أن المشاركين أشاروا في المحور الثالث إلى مخاطر التطبيع وطالبوا بتفعيل مكاتب المقاطعة للعدو الصهيوني والعمل في كل الساحات العربية والإسلامية على إصدار قوانين تجرم التطبيع والضغط على الحكومات من أجل إيقاف كل أشكال التطبيع والانخراط في المعركة المفتوحة للقوى العالمية التي تعمل على مقاطعة الكيان الصهيوني في كل أرجاء العالم داعين إلى الانفتاح على العالمية من أجل قضية فلسطين وليس فقط الاقتصار على منطقة الشرق الأوسط أو على الدول العربية وهذا سيشكل الرد الحاسم على بعض القوى العربية التي تطالب بالتطبيع وإنهاء المنطق الذي يقول «إذا تخلى بعض العرب عن قضيتهم فلماذا نحمل نحن هذه القضية قضية فلسطين».
وبينت شعبان أن المؤتمر تناول في محوره الرابع مواجهة التفتيت من خلال تبني القوانين الضامنة لتحقيق المواطنة وتفعيل المؤسسات التي تضمن تطبيق القوانين القائمة على المساواة بين الجميع واعتماد المنهج العلمي ونشره في الثقافة وتفعيله لمحاربة الفكر الإرهابي ودعم التنوير واتخاذ إجراءات تحقق العدالة الاجتماعية كوسيلة لتوحيد المجتمع وتفعيل طاقاته بكل اشكالها بما في ذلك تخفيض نسبة البطالة إلى أقل مستوى وتبني وتفعيل نهج المقاومة في خدمة الأهداف الوطنية والقومية.
وأوضحت شعبان أن المؤتمر تطرق في محوره الخامس إلى التحولات الكبرى في المنطقة والعالم والتي نتجت عن صمود سورية وفشل العدوان عليها ما فتح الطريق أمام البحث في طبيعة النظام الإقليمي القادر على تلبية متطلبات المرحلة القادمة ومراكمة إنجازات محور المقاومة ولا سيما أن العالم تحول إلى متعدد الاقطاب ما يوجب علينا أن نغير نهجنا واسلوبنا ومخاطبتنا لهذا العالم بما يواكب التغيير الجديد مع مواصلة الاستثمار في مشروع المقاومة وردع العدوانية الإسرائيلية لتعزيز الدور الوطني والقومي.
وأشارت شعبان إلى أن المحور السادس ناقش موضوع العرب والنظام الدولي بينما تركز المحور السابع حول تعزيز دور حركة التحرر الوطني العربية كمرتكز لتحقيق النظام السياسي العربي المستقل بهوية وطنية قومية.
وفي ردها على أسئلة الحضور أكدت شعبان أن ما حدث في سورية والعراق يوضح أن المخططات لتقسيم بلداننا ليست جديدة مبينة أن وقوف الشعبين السوري والعراقي في وجهها أحبطها جميعا.
وأوضحت شعبان انه يجب أن نكون على يقين بأن الشعب حين يتصدى لأي مخطط في العالم يستطيع أن يهزمه لافتة إلى أن انتصارات المقاومة اللبنانية كسرت ما سمي أسطورة الجيش الصهيوني.
يذكر أن مؤسسة وثيقة وطن تأسست في حزيران عام 2016 وتعنى بالتأريخ الشفوي بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيقها وتعمل المؤسسة في إطار خطتها المستقبلية على انجاز مشاريع توثيقية وطنية واستراتيجية.