وقال السيد نصر الله في كلمة له أمس نقلتها قناة المنار : ان كل القوى اللبنانية كانت تتوقع الضغط على الحريري خلال زيارته الاولى للسعودية لكنه نقل بعد عودته الى لبنان حرص السعودية على تقديم المساعدة للبنان ليغادر مجددا على عجل الى الرياض ويعلن استقالته عبر تسجيل بثته قناة «العربية» السعودية بعد ساعات على استدعائه الثاني اثر تصريحات أحد المسؤولين السعوديين بحق لبنان وحزب الله .
وأضاف السيد نصر الله : ان الجميع توقف عند شكل تقديم الاستقالة والمكان والطريقة وما فيه من دلالات ترتبط بسيادة لبنان وكرامته، لانه حتى لو أجبر الحريري على الاستقالة كان الأفضل أن يسمح له بالعودة الى لبنان والذهاب إلى رئيس الجمهورية وتقديم استقالته وإعلانها من القصر الجمهوري، لكن الشكل الذي تمت به يكشف طريقة وأسلوب التدخل السعودي في الشؤون الداخلية اللبنانية، علما أن السعودية تنتقد الآخرين وتهاجمهم وتعلن حروبا عليهم لأنها تتهمهم بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية أو العربية.
وأشار السيد نصر الله الى ان بيان الاستقالة وما تضمنه من اتهامات خطيرة يختلف عن النهج الذى سار عليه منذ تسلمه رئاسة الحكومة قبل عام داعيا اللبنانيين الى التريث لفهم السبب الحقيقى للاستقالة التى فوجئ بها كل اللبنانيين لافتا الى أن حزب الله لم يكن يرغب بحصولها لان الحكومة كانت تملك القدرة على الاستمرار ومواكبة الانجازات الجديدة حتى اجراء الانتخابات النيابية المقبلة.
وبين السيد نصر الله أنه لا وجود لسبب داخلى لبناني يدفع الحريري للاستقالة ويجب البحث عن السبب في السعودية فربما تكون جاءت نتيجة صراع داخلي في السعودية بين الامراء على السلطة، أو هو صراع له أبعاد مالية أي ان الحريري كان محسوبا على احد الاطراف في العائلة الحاكمة في السعودية، أو قد تكون السعودية ليست راضية عن ادائه وتريد ان تستبدله برئيس وزراء يلتزم حرفيا بسياساتها ويأخذ البلد إلى المدى الذي تريده.
وقال السيد نصر الله: انه يحق للبنان أن يسال عن مصير الحريري هل هو في الإقامة الجبرية وهل سيسمح له بالعودة الى لبنان وخاصة بعد الأنباء عن زج العشرات من الأمراء والوزراء ورجال الاعمال السعوديين في السجون داعيا اللبنانيين الى التريث حتى اتضاح سبب الاستقالة وضرورة التحلي بالمسؤولية الوطنية والحرص على الأمن والاستقرار في البلد.
وأكد السيد نصر الله أن كل من يسعى الى اعادة الأوضاع في لبنان الى الوراء لا يعمل لمصلحة بلده، بل لمصلحة أسياده فى الخارج، مشيرا الى أن ما أشاعته قناة العربية حول محاولة استهداف الحريرى غير صحيح على الاطلاق فالأمن الداخلي والجيش اللبناني أكدا أنه لا وجود لاي مؤشرات بهذا الاتجاه وقد يكون الهدف من هذه الاشاعة تبرير عدم عودة الحريري الى لبنان.
وحول الحديث عن ان استقالة الحريري تشكل مقدمة لشن عدوان اسرائيلي على لبنان قال السيد نصرالله: ان اسرائيل لا تعمل عند السعودية بل عند الامريكي ووفق مصالحها والعدوان الاسرائيلى على لبنان لا يمكن نفيه بشكل قاطع انما يخضع لحسابات إسرائيلية تجمع ان اسرائيل لن تذهب الى حرب ضد لبنان إلا إذا كانت جدواها عالية لان آثارها الإستراتيجية على وجود الكيان الاسرائيلى ستكون كبيرة.
واعتبر السيد نصرالله ان الكلام عن ان السعودية تحضر لـ»عاصفة حزم» باتجاه لبنان على غرار عدوانها على اليمن ليس له أي أساس أو معنى متسائلا من أي ارض يريدون مهاجمة لبنان من سورية التي فشل مشروعهم فيها ام من فلسطين المحتلة أم من البحر فهذا لا مكان له وغير منطقي.