فقررت الرياض خطف «الحريري» مرة ثانية، وابتزاز لبنان اقتصاديا والمنطقة بأكملها بعاصفة حزم اخرى مقابل فدية سياسية حددتها تل أبيب بإخراج «المقاومة» عن دورها في سورية والعراق وفلسطين، وارجاع ايران الى ما قبل عهد النووي لذلك كان نتنياهو أول المغردين لاستقالة سعد الحريري على منصة سعودية وقراءة البيان على شاشة «العربية».
واذا أردنا أن نعرف لماذا أُجبر الحريري على الاستقالة فعلينا أن ننظر الى الميدان هناك في دير الزور السورية والقائم العراقي،حيث «يشيع «البغدادي الى مثواه الأخير في خرابة المخططات الأميركية, فكان لابد من تكتيكات اسرائيلية جديدة تسخن المشهد مجددا الى درجة غليان حرب،تحلم بها تل أبيب ولا تقوى على يقظتها،وبعد احتراق كل الأوراق من كيماوي وارهاب بالوكالة و«الأصالة» لم تجد اسرائيل والسعودية أمامهما سوى استعادة تعويذة الحريري الموروثة منذ عام 2005 حيث كانت فعالة في توتير الأجواء واشعال الفتن وترتيب الانقسامات لإحراج حزب الله وشركاء المقاومة من سورية الى ايران لكن الاثنين أي نتنياهو وسلمان وثالثهما الشيطان ترامب نسوا أن الشهيد الحريري لا يشبه «سعده» وأن الحرب التي اشتعلت بعد اغتياله بسنة واحدة «حرب تموز» اعادتهم الى مضاربهم الخليجية أنصاف رجال.
تحاول اسرائيل والسعودية وأميركا اللعب بالإعدادات السياسية للبنان وما تحمله من أهمية جيوسياسية علهم يخلطون الأوراق في المنطقة وخاصة في سورية والعراق للحد مما يسمونه تضخم المارد الايراني متناسيين أن هذا المارد طالما كان في حجمه الطبيعي وأنهم هم من تقلصوا في فشل مشاريعهم من الربيع العربي حتى الحرب على اليمن وحقن سورية والعراق بسم داعش.
يكثر الحديث عن كلمة الحرب, وتشتعل ألسنة التصريحات والتحليلات السياسية بأحرفها، ولكن أين وجهتها.. يوم تبدلت قواعد الاشتباك وادواته وما عادت الحدود الجغرافية مساحات لمبارزة الطيران الاسرائيلي أو حتى مواجهة من تجمع «عربي» بصبغة طائفية فشل في اليمن وخزيت مرتزقته في سورية..أين وجهة الحرب اذا كانت تل أبيب تحت مرمى الصواريخ السورية والايرانية ومثيلاتها في المقاومة.... وهل تبدأ الحرب بعد أن شارفت على الانتهاء..
سبع سنوات من الحرب على الارهاب في سورية والعراق هي الحرب بعينها التي خسرتها اسرائيل وأميركا, أما الحديث عن حرب جديدة فهو حزن اسرائيلي مترف.. هدفه تجميع أكبر عدد من قادة الخليج وبعض العرب للمشي في جنازة البغدادي!!.