ولن يتمكن أحد من إضعافه وجعله جزءاً من مشروع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فكل هذه المساعي ستصطدم مرة أخرى بإرادة اللبنانيين وستفشل، وأي رهان على إمكانية إضعاف لبنان هو رهان خائب وخاسر».
ولفت الى أن «المتضرر من هذا الهروب إلى الأمام وعدم الاعتراف والإقرار بحقائق واقعية ميدانية تعبّر عن إرادة الشعوب، لن يعطي السعودية مكانة ودوراً، بل على العكس من ذلك، فإن نقيض هذه السياسة التي تسير بها السعودية، يمكن أن يعطي لها دوراً ومكانة من خلال التسويات وغيرها».
وختم الوزير فنيش بالقول إن «الاستمرار بهذه السياسات القائمة على إشعال الحروب والفتن ومحاولة التعرض لإرادة الشعوب، سيضعف بالتأكيد مكانة السعودية أكثر فأكثر، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يضغط على اللبنانيين من أجل خيارات سياسية لا تخدم مصلحتهم».
بدوره أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية لافتا إلى أن لبنان سيتخطى قضية استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة كما تخطى سواها بالقوة والوحدة.
وقال باسيل في كلمة خلال عشاء للتيار الوطني الحر في الكورة “إن كل اللبنانيين فوجئوا بما حدث من دون استثناء ولم نكن على علم بما جرى لكن كان لدينا شعور وإحساس أنه كلما انحسر تنظيم “داعش” الإرهابي يصبح هناك سعي لخلق توازن”.
وأضاف باسيل “أنه لا مكان في لبنان للإحباط في نفوس اللبنانيين، ولا غلبة للبناني على آخر في الداخل وعلينا أن نتعود على الشراكة وأن يكون قرارنا مستقلا” ،مشيرا إلى أن الأخطاء التي حصلت في لبنان سابقا لن تتكرر.
من جهته أكد رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني الوزير السابق وئام وهاب أن إعلان سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية من الرياض وعبر قناة العربية التابعة لنظام بني سعود “تشكل إهانة لكل اللبنانيين وللحريري نفسه”.
وقال وهاب في حديث تلفزيوني الليلة الماضية إن “الأولوية اليوم هي للاستقرار اللبناني”.
من جانبه قال النائب اللبناني السابق أميل لحود إن “استقالة الحريري من السعودية ليست مستغربة فهي كانت وستبقى وطنه الأول وموطن رزقه المالي والسياسي.
وفي السياق ذاته اعتبر المكتب السياسي للحزب «الشيوعي اللبناني» خلال اجتماع استثنائي، ان «استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تحمل إهانة للشعب اللبناني وتتنافى مع كل موجبات السيادة الوطنية»، رافضا «استخدام لبنان كمنصة لتحقيق أجندات سياسية خاصة في صراعات المنطقة».
واعتبر «أن هذه الاستقالة المغامرة تنطوي على تهديد خطير للبلد، وتشرع الباب أمام عدوان العدو الإسرائيلي المتربص دائما بلبنان».
وكان الحريرى أعلن امس من السعودية في بيان له عبر قناة العربية التابعة للنظام السعودي استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية.