والإذاعة المدرسية لا يجاريها من حيث قدرتها على إثارة كوامن الإبداع - أي وسيلة أخرى... كما تعد وسيلة اتصال قوية لخلق العلاقات الاجتماعية والإنسانية إذا أحسن تطويعها فهي تعتبر أهم القنوات الإعلامية المهمة و السهلة في المحيط المدرسي، التي يمكن أن تعبر عن الآراء والمواقف والاتجاهات الخاصة بالمجتمع المدرسي: تعرض أخباره.. إبداعاته.. وتبرز صورته.. وتعالج قضاياه...
وكما أكدت الأبحاث العلمية بأن اللغة المسموعة في حياة الطفل على وجه الخصوص يفوق تأثيرها اللغة المكتوبة لأنها أكثر صلة بفكره... وتعتمد على المشاعر والأحاسيس فنجد الصوت الناعم... وفي مواقف أخرى جهارة الصوت... وفي أخرى الهمس والترقيق وكلها تجذب انتباه التلاميذ وتنشط خيالهم.
أنشطة لاصفية
و عن هذه الوسيلة الهامة يقول الاستاذ خالد فطوم مدير مدرسة( ابن رشد): تعتبر الإذاعة المدرسية من الأنشطة اللاصفية وفي مدارسنا المكلف بالإذاعة نسبة تفعيلها 15٪ حيث يتم استخدامها للاجتماع الصباحي- للاحتفالات الرسمية - كبديل عن الصراخ - أو لتعميم كتب رسمية على الطلاب وما شابه ذلك.. مع العلم أنه يفترض بحكم التعاميم أن يستخدمها مدرسو اللغة العربية و الاختصاصات الأخرى من أجل تمرير بعض أبيات الشعر في المناسبات مثل الاجتماعات الصباحية وغيرها أو استزادة الطلاب علمياً عن طريقها مثلاً كشرح ( أخطار أنفلونزا الطيور) وإجراء بعض المسابقات أمام الطلبة...
ومن أجل الاستفادة من الإذاعة المدرسية ولكي تبقى هادفة وفاعلة يقترح الاستاذ خالد أن يقوم المسؤول عن إذاعة المدرسة بتحضير ما سيقدمه من أفكار وفقرات منوعة قبل موعد إذاعتها عن طريق إعطاء الفقرات المقررة للطلاب حيث يجتمعون في غرفة الإذاعة ويتدربون عليها لمدة قصيرة ريثما يحين موعد الاجتماع بينما ترى الآنسة ثناء عازر مديرة ثانويةيعفور أن الإذاعة المدرسية من أهم الوسائل الملطفة والمحببة لجو المدرسة المفعم بالضغط.. ولكن يشترط أن تستعمل بطريقة هادفة لأن وقت استخدامها في المدرسة لايتعدى نصف الساعة في اليوم... فأحياناً نعمد إلى وضع أغاني فيروز لتجديد ذهن الطالب وأحياناً أخرى نضع الأغاني الوطنية... إضافة إلى إذاعة وتعميم قرارات وزارة التربية... وإذاعة أسماء المتفوقين وتقترح السيدة ثناء وضع برنامج يعمم من مديرية التربية أن يكون مرفقاً بالكاسيتات المسجل عليها مجموعة من المواد العلمية والتعليمية والفنية... وأن يكلف المسؤول عن الإذاعة الطلاب بإعداد النصوص الفنيةوالأدبية والأسئلة والتدريب على هذه المهام وعلى إدارة الإلقاء وذلك لتحقيق الغاية المرجوة والفائدة التي تسعى إليها من خلال الإذاعة المدرسية التي تستطيع أن تسهم في التكوين المعرفي والاجتماعي للتلاميذ بصورة تفوق الدروس التقليدية ويرجع ذلك لعدة أسباب منها: إمكانية تنويع برامجها التي تعتمد على الكلمة المسموعة والمؤثر الصوتي.. إذ ثبت علمياً أن الصوت البشري يثير صوراً ذهنية متنوعة... وإذا صاحب ذلك مؤثرات صوتية فإن ذلك يثير الانفعالات.. ويسهم في مخاطبة وجدان المستمع... وبالتالي إثارة العواطف الإنسانية... ويفتق عوامل الخيال.