فبعد سنوات من الإنتاج والعرض المشترك نجد في معرضهما الحالي هواجس البحث عن نسيج لوني عفوي وطروحات ثقافية متزايدة الجرأة والتلقائية.
ففاديا تبدو في هذا المعرض أكثر انحيازاً إلى الإحساس العفوي المباشر بشاعرية المشهد الريفي الذي ترسمه بروح تعبيرية فيها الكثير من حالات الاختصار والاختزال.
ومن الناحية التقنية تظهر حالات التحول من اللوحة المائية إلى اللوحة المشغولة بألوان الاكريليك وتعمل على الصعيد التشكيلي وفي كل مرة لإيجاد تناغم إيقاعي بين خط اللون وخط الأفق وأطراف المشهد القروي.
ومن أجل ذلك تبدو لوحاتها قادمة من معطيات الذاكرة البصرية لا من حالات التجسيد المباشر في الهواء الطلق، فالصياغة التشكيلية هنا لها علاقة بالرؤية المستعادة كحلم شاعري وغنائي مزروع في إيقاعات اللون الفعوي في لحظات الإنفلات من تأثيرات الرسم الواقعي والتقليدي.
فهي تسترسل في حوارها مع الأمكنة الحميمية البيئوية وتقاسيم الألوان المحلية وتوازن بين التجسيد والتسطيح وتدمجهما بإيقاعات هندسية وألوان سائلة أحياناً في خطوات الكشف عن هذه العلاقة المتينة في التفاعل مع تقاسيم الألوان الشاعرية البارزة في إيقاعات التشكيل والتلوين ويتميز أسلوب ريم بنفحة تجريدية مستمدة من إيقاعات ألوان الطبيعة المحلية، ففي خطوات تحولها من طريقة الرسم بألوان الباستيل إلى الرسم الزيتي تبقى على اتصال بإشارات الواقع بعد ذوبان معالمه وألوانه في فضائية التشكيل اللوني التلقائي والانفعالي.
ويزداد هذا الشعور كلما ذهبت بألوانها إلى التجريد ولاسيما في إحدى لوحاتها التي تتداخل فيها العناصر التشكيلية القريبة من الدوائر وأنصاف الدوائر وفي بعض لوحاتها الجديدة نجد ما يشبه الأشكال المربعة والمستطيلة والخطوط الشاقولية والأفقية وكل ذلك يعمل على تغييب مشاهد المنظر الطبيعي مع الإبقاء على روحه وإشاراته الدالة عليه.
وهذا يعني أن لوحاتها الجديدة في حالاتها المختلفة تتدرج ما بين اللمسة التعبيرية وتفتح الرؤية التجريدية.