تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المكتبة الرقمية العالمية .. هل تقلص الفجوة الثقافية بين الشمال والجنوب؟!

ثقافة
الثلاثاء 5-5-2009م
ترجمة: مها محفوض محمد

موقع مجاني يقدم مجموعة مختارة من 1250 وثيقة من جميع أنحاء العالم بسبع لغات: ففي مقر اليونيسكو في باريس أعطيت إشارة الانطلاق في 21 نيسان للمكتبة الرقمية الدولية

بحضور السيد عبد الواحد خان نائب سكرتير عام الأمم المتحدة والسيد جيمس بيلنغتون مدير مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة الأميركية والمحرك الأساسي لهذا المشروع إضافة إلى عدد من المديرين والعاملين في المكتبة الوطنية الفرنسية.‏

يقول القائم على هذه المكتبة إنها ليست مكتبة تضاف إلى التراث الثقافي فحسب، بل قبل كل شيء هي موقع بريد الكتروني مجاني توفر مجموعة مختارة من الملفات الرقمية الصادرة عن كبرى مكتبات العالم وهدف المشروع طبعاً هو هدف تربوي وتراثي يسعى إلى تقليص الهوة الرقمية القائمة بين الشمال والجنوب بتسهيل الدخول عن طريقها إلى أكبر عدد ممكن من الوثائق الأساسية العائدة إلى الثقافة الكونية (مخطوطات، خرائط، أفلام..) وهذا ما أكده بيلنغتون الذي كان وراء هذه الفكرة واقترحها على اليونيسكو منذ عام 2005 واليوم هناك أكثر من 1250 ملفاً أتت من أنحاء العالم من تسع مناطق جغرافية، من هذه الملفات 31 مادة من أوقيانيا ومنطقة المحيط الهادىء و133 مادة من إفريقيا الشمالية، الحصة الأكبر هي من أوروبا حيث بلغت المواد القادمة منها 380 مادة من بينها المواد التي أرسلتها المكتبة الوطنية الفرنسية العريقة ومن ضمنها أول تسجيل للنشيد الوطني الفرنسي (المارساييز) والمخطوطة الرقمية لأوبرا كارمن إلى جانب هذه النفائس ملفات مشهورة في العالم حيث نجد أقدم كتابة صينية ولوحة زيتية عمرها 8000 عام أتت من إفريقيا الجنوبية، كما تقدم المكتبة الرقمية العالمية إمكانات البحث والإبحار فيها بوساطة سبع لغات وهي الانكليزية والعربية والصينية والإسبانية والفرنسية والبرتغالية والروسية، ومضامين أخرى بأربعين لغة وجميع الوثائق معروضة بلغاتها الأساسية، ولكي يتم إنجاز هذا المشروع الضخم ويؤدي وظائفه بالشكل المطلوب تلقت المكتبة الرقمية الدولية الدعم التقني من عدة مكتبات وخاصة مكتبة الكونغرس ومكتبة الاسكندرية وقد ساهمت دول عديدة بتمويل المشروع منها المملكة العربية السعودية والبرازيل والصين ومصر وفرنسا واليابان والمملكة المتحدة وغيرها، كما توجد دول أخرى شريكة في هذا المشروع مثل المغرب والمكسيك، ويقول بيلنغتون: إن عروض المكتبة الرقمية لا تدخل في منافسة مع مكاتب أخرى لمواقع الكترونية رقمية قيد الاستخدام فهي مختلفة بشكل تام وخاصة من حيث اتساعها وتعدد لغاتها، كذلك خياراتها العريضة للملفات، في جميع الأحوال المكتبة هي محرك البحث الأميركي كما أنها شريكة لموقع اليونيسكو، علماً أن المكتبة الرقمية للعملاق الأميركي غوغل (Google) التي انطلقت عام 20٠٥ ركزت بشكل أساسي على أتمتة الكتب بعد أن عقدت اتفاقات مع أضخم الجامعات الأميركية ثم الأوروبية، واليوم يضم موقع غوغل نحو سبعة ملايين عمل بتصرف الباحثين عن الكتب في الانترنت أما(europeana) التي انطلقت مكتبتها الرقمية عام ٢0٠٨ فهي تقدم خدمات تغطي ٤.٦ ملايين مادة من كتب وخرائط وصور وأفلام وصحف ومواد أخرى معروضة في متاحف أوروبية، ولأنها كانت ضحية نجاحها هذا فقد اضطرت أن تقفل موقعها في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه، لأنها استقبلت في يوم واحد نحو عشرة ملايين زائر، ثم أعيد إطلاق الموقع قبل عيد الميلاد 2٠٠٨ مع دعم أكبر، وحسب معطيات قدمتها المفوضية الأوروبية فإن الموقع يستقبل اليوم وسطياً 40 ألف زائر.‏

تعليقات الزوار

د. ماجد توهان الزبيدي |  mzubidi@hotmail.com | 08/05/2009 01:49

مايهمنا كأمة عربية تواجه تحديات جمة على الصعد كافة :كيف نستفيد من النصوص الكاملة للمعلومات المنشورة في فضاء هذه المكتبة العالمية وكيف نثري ذلك الفضاء بتراثنا وروائع نتاجنا الفكري العربي الصادر من العهد الجاهلي حتى أيامنا المعاصرة؟ كيف نستخدم فضاءات هذه المكتية بتعريف باحثي العالم وقرائه بمخطوطاتنا غير المنشورة والمحققة بعد وأماكن توافرها وبيان مقتنيات مكتباتنا الوطنية من النتاج الفكري العربي؟ كيف نبين لشعوب العالم أصالتنا وريادتنا في التأليف والنشر عندما كان الغرب لايعرف القراءة والكتابة؟وعندما كانت جامعاتنا في بغداد ودمشق وألأندلس تستقبل طلبة العلم من شتى بقاع العالم؟ كيف نتيح بلغات المكتبة الرقمية العالمية محتويات الببليوغرافيات العربية والإسلامية منذ مرجع إبن النديم :الفهرست الذي حفظ لنا تفصيلات النتاج الفكري العربي وألإسلامي التي انتجتها عقول مفكرينا في القرون الهجرية الاربع الاولى ، مرورا بالفهرستلإبن خير ومرجع الذريعة لعالمنا :آغا برزك الطهراني ،و:العمل الموسوعي الببليوغرافي الجبار :مفتاح السعادة ومصباح السيادة وكشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون وصولا إلى :تاريخ ألأدب العربي لكارل بروكلمان وتكملته للعالم التركي المعاصر :فؤاد سيزكين:تاريخ التراث العربي اللذين يوثقان للمؤلفات العربية والإيرانية والتركية منذ العصر الجاهلي حتى القرن العشرين ،دون تجاهل العمل الرائع:معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف إليان سركيس وإنهاءا بالببليوغرافيات العربية القطرية الصادرة منذ ألإستقلال العربي الحديث

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية