مستخلصة من مجموعة كتب متجانسة في الموضوع، متكاملة في المضمون، تؤلف منظومة معلومات حول دراسة معينة أو معطيات ما.. معلومات تهم القارىء.
في هذا الكتاب مجموعة معلومات.. نشرت فضائح، وهتكت أسراراًً، وأسقطت أقنعة، نالت جميعها من صناع القرار في الولايات المتحدة في زمن إدارة جورج بوش السابقة.
الغريب في الأمر أنها تفجرت حتى قبل صدور العديد من الكتب والمصادر عندما أشعل الحزب الديمقراطي في أميركا النار في هشيم البيت الأبيض بسكانه الجمهوريين بفعل تداعيات الحروب العسكرية التي شنوها والحصارات الاقتصادية التي فرضوها والنهج السياسي الذي مارسوه.
أدخلوا العالم في قلب العاصفة.. ولايزال البحث مستمراً عن سيناريو للخلاص ولكن هذه المرة بدون بوش وإلى الأبد.
لقد سلط الكتاب في مضمونه الضوء على الأحداث المركزية المعاصرة، وعلى الأحداث المحيطة المؤثرة للوقوف على إفرازاتها ونتائجها.. رغم أن لاشيء البتة سيعود إلى سابق عهده.
يقول بييرجان لويزار: «يبدو أن الولايات المتحدة لاتعرف ماتفعله بملف ورثته عن بريطانيا العظمى» لذلك جاءت الأحداث المتلاحقة ليس ماهو مستحدث أو مفاجىء بحد ذاته.. فالوجود الأميركي في المنطقة منذ عام 1991 حضور حقيقي قبلت به بعض دولها ولو على مضض.
كان الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة: أن تعتلي بريطانيا سدة قيادة أوروبا وتعتلي إسرائيل بدورها سدة السيطرة على منطقة الشرق الأوسط.. وتعتلي واشنطن سدة حكم العالم، و بذلك يبدأ الزمن الأميركي.
بموجب هذه الاستراتيجية الحمقاء، القصيرة النظر توالت الأحداث وبدأت الفوضى الخلاقة.. وعلى مايبدو فإن هذه الفوضى ستبقى مزدهرة لسوء الحظ إذا لم تعتبر الإدارة الأميركية الجديدة من دورس الماضي.
ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة قوة عظمى ذات قوة عسكرية متفوقة وقدرات اقتصادية هائلة.. ومع ذلك فإنها تدفع ثمناً باهظاً لأخطائها الجسيمة من أجل الولوج إلى المنطقة العربية.
استغلت الولايات المتحدة ثلاثة أحداث كبيرة ساهمت فيها أو كان لها دور ما لتحقيق أهدافها:
-الغزو العراقي للكويت.
-أحداث 11 أيلول 2001.
-الغزو الأميركي للعراق.
حقيقة إن معظم الأهداف الاستراتيجية الأميركية في المنطقة لم تتحقق لأن إدارة بوش رغم الثمن البشري والمادي الذي دفعته لم تعتبر من صحة القول الشائع: الشركات الضخمة تتبع الجيش.. والجيش يتبع القائد، والقائد يتبع النفط والدولار..
والنتيجة السقوط في الحضيض.
يقول نعوم تشومسكي: لو تحول العالم إلى الطاقة الشمسية غداً ما تغيرت السياسة الأميركية النفطية.. المسألة كانت دائماً السيطرة على النفط.. ففي ذلك مصدر القوة الاستراتيجية.
ماذا حصل بعد ذلك؟
الولايات المتحدة اليوم في أفغانستان والعراق بعد سنوات من الاحتلال ليست أكثر أمناً.. (والإرهابيون) في العالم ليسوا أقل عدداً وأضعف تنظيماً، ومنطقة الشرق الأوسط ليست أكثر هدوءاً، والوجود الأميركي في منطقة الخليج ليس أكثر ثباتاً وعالم اليوم ليس أكثر استقراراً، حتى إن مضاعفات المستقبل السياسية والاقتصادية أصبحت أكثر خطورة.. لماذا؟ لأن الولايات المتحدة تصرفت بصفتها قانوناً في حد ذاتها، ووضعت أحكاماً جديدة للاشتباك الدولي خارج المنظمات الدولية في الحقيقة لم تعد واشنطن تكترث بعدد الأعداء الذين تصنعهم بجدارة.