من نص نشرته إحدى المدونات العراقيات على الإنترنت، وتقوم بعرضها حالياً بسويسرا بعد نجاحها في ألمانيا.
وتقدم بطلة المسرحية الممثلة الألمانية أنا بوغر فقرات من تلك المدونة بعد معالجتها درامياً، تحكي فيها يوميات الاحتلال والحرب في الفترة بين عامي 2003 و2007.
ويعتمد العمل على رواية الوقائع في قالب قصصي ومواقف وانطباعات صاحبة المدونة من الحياة اليومية، تصاحبها مشاهد لألعاب إلكترونية عن الحرب على شاشة في خلفية المسرح تتماشى مع سياق النص.
وتركز فقرات المسرحية على سلوك الجنود الأميركيين المتعجرف تجاه العراقيين وكيف تحولت الحرب من البحث عن أسلحة دمار شامل لا وجود لها إلى حرب على ما يوصف بالإرهاب واختلاق الولايات المتحدة أسبابا مختلفة تبرر احتلالها للعراق.
وينوه النص إلى أن “من يدَّعون تحرير الشعب العراقي هم في واقع الأمر إرهابيون بملابس عسكرية”، ثم تتناول “إغفال الإعلام الغربي عدد ضحايا الحرب واستخدام أبشع أنواع الأسلحة ولاسيما ضد الفلوجة، وسرقة أموال العراق في مشروعات وهمية”.
وفي مشهد آخر تتناول المسرحية أوضاع المرأة العراقية “السيئة بسبب الاحتلال وكيف تحولت من عضو ناشط علميا وثقافيا وسياسيا إلى كيان مذعور تخشى الاختطاف أو القتل”.
كما تنتقد المسرحية نظرة الغرب إلى الحضارة والمدنية والتي لا يرى فيها سوى “استخدام الحاسوب والهاتف المتجول والأكلات السريعة وغيرها من مظاهر الاستهلاك، بينما تغفل احترام الآخر ولاسيما ما يتعلق بمقدساته الدينية”.
وتستنكر دهشة الأميركيين من تصاعد كراهية العرب والمسلمين لهم متسائلة عن “أسباب استخدام الولايات المتحدة المفرط القوة لنشر أفكارها، مطالبة برأس خمسة جنود أميركيين عن كل نخلة عراقية تضررت من الحرب”.
ويقول مخرج المسرحية أنريكو شتلوسنبورغ “تتميز تلك المدونة بدقة متناهية في وصف الأحداث والمشاعر والأجواء التي عاشتها صاحبتها، التي حرصت على إبراز المعاناة من كافة النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية”.
ويشير إلى أن المدونة -على الرغم من جديتها- صاحبتها تبقى إلى اليوم مجهولة “فكل ما استنتجناه من كتاباتها هو أنها مثقفة عراقية في منتصف العقد الثاني من عمرها، تتقن الإنجليزية والحاسوب وتنتمي إلى الشريحة المتوسطة في بغداد ولها اختلاط بعائلات السنة والشيعة”.
وأثارت المسرحية تساؤلات بشأن حقوق صاحبة المدونة المالية بعد أن تحولت يومياتها إلى كتاب بالولايات المتحدة حصل على جائزة في أدب المدونات، حسب بطلة المسرحية.
وأكد المخرج أن إدارة المسرح “حاولت الاتصال بصاحبة المدونة أكثر من مرة عن طريق البريد الإلكتروني دون فائدة ومن الواضح أنها غادرت إلى سوريا وتوقفت عن الكتابة منذ ذلك الحين، حسب آخر تدوينة لها”.