ودحر قواتها المحتلة عن الأجزاء التي تتواجد فيها بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، والأهداف من وراء ذلك معروفة تماماً، ليس أولها فرض أجندتها التقسيمية ونهب ثروات السوريين عبر أدواتها ومرتزقتها على الأرض، وليس أخرها ضمان أمن إسرائيل، وتمرير كل الصفقات المشبوهة التي تستهدف المنطقة برمتها.
جرعة الدعم الإضافية التي قدمتها أميركا لإرهابيي (النصرة) بتسليمهم عبر الأراضي التركية معدات حديثة خاصة بحفر الأنفاق والخنادق لاستنساخ (أنفاق الغوطة) في إدلب، لا تنفصل عن سياق مساعيها المحمومة للحفاظ على أولئك الإرهابيين كأوراق تفاوضية تصب في خدمة مخططها الاستعماري الجديد وأهدافها الجيوسياسية، وهي تترافق مع إعادة فتح غرفة عملياتها (موك) المشتركة مع أجرائها الإقليميين والمستعربين، لإنتاج دفعة جديدة من المرتزقة المعدلين حسب موروثها الإرهابي، تعمل على إعادة هيكلتهم في معسكرات تدريب خاصة، لاستخدامهم في شن اعتداءاتها أولاً، ولحماية جنودها وقواعدها العسكرية ثانياً، وهذا بحد ذاته يشير إلى أن أميركا تتحسب للهزيمة في أي وقت، مع إدراكها اليقين بأن الجيش العربي السوري بمقدوره فعل الكثير من أجل تحرير كل شبر أرض يحتله الإرهاب، أو أي قوة غازية محتلة.
رفع التنظيمات الإرهابية منسوب إرهابها بحق المدنيين عبر قذائف الحقد الغربية التي تطال يومياً الأحياء السكنية بحلب وريفي حماة وإدلب، لا تخرج كذلك عن سياق التصعيد الأميركي لمحاولة تغيير موازين القوة على الأرض، ودفع المشهد نحو المزيد من الإرباك والتعقيد، قبيل انعقاد الجولة المقبلة من محادثات آستنة المقررة بداية الشهر القادم، والتي ستركز بشكل خاص على بحث الأوضاع في إدلب، ومصير إرهابيي أردوغان في تلك المنطقة، إضافة إلى الوضع في الجزيرة السورية، والمخططات العدائية التي يحضرها محور العدوان هناك في ظل المساعي الأميركية والتركية للترويج إلى ما يسمى (المنطقة الآمنة) المزعومة، لمحاولة تكريس واقع الاحتلال الأميركي والتركي لتلك المنطقة تحت ذرائع مختلقة.
إدارة ترامب تتعمد إطالة أمد الأزمة من خلال الإيعاز لإرهابييها ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين أولاً، وعبر استنساخ تنظيمات إرهابية جديدة، ولكنها تتجاهل عدد المرات التي فشلت فيها التنظيمات التي شكلتها ودربتها ومولتها وأنفقت عليها ملايين الدولارات في تحقيق أهدافها، ومصير التنظيمات الجديدة بكل تأكيد لن يختلف عن مصير سابقاتها، لأن الدولة السورية تمتلك من الإرادة والعزيمة والقوة ما يكفيها لدحر كل غاز ومعتد.