فقط من أجل أن يُزهر من يحتاج .. ويعلو بالأمل من يُحب ومن يتمنى ..في مرحلة نحن فيها بأشد الحاجة إلى العطاء..
لأول مرة في طرطوس مبادرة مجانية مجتمعية تهدف إلى تطوير المهارات في اللغة الإنكليزية والتعبير عن النفس من خلالها عبر كسر حاجز الخوف عند التحدث باللغة وعند التعبير عن الرأي..
كذلك خلق واحة من التواصل الإنساني والاجتماعي بين المشاركين، بعيداً عن الأجهزة واحترام جميع الآراء..
التّرجمان المحلّف لما حسن منسقة المبادرة تقول : المبادرة أنشأتها بتاريخ 17 أيلول من عام 2017 ومازالت مستمرة أسبوعيا منذ ذلك الحين...
ومن ميزاتها أنها غير تقليدية وهيكلية وبسيطة وتوسعها أفقي ولا تحتاج لميزانية وأي شخص يمكن أن يقيمها إن أراد ..
ولفتت أنه مرّ على الجلسات أكثر من 230 شخصا، ومن الحالات الجميلة كان حضور الأب وأبنائه أو الأم وأبنائها فيتعرف كل منهما على الآخر بعين جديدة.. وتضيف بقولها : إن مشكلة كثير من الناس مع اللغة الانكليزية هي الخوف منها، وكثيرا ما سمعت «اكره اللغة الانكليزية»، وما هذه المشاعر السلبية إلاّ نتيجة تجارب سلبية في المدرسة أحيانا متعلقة بها، وكذلك احساس المرء «بقصور بقدراته العقلية» كما يقول البعض، حين يدور حديث بالإنكليزية حوله ولا يفهم منه شيئا على الرغم من دراسته لها، وبالتالي يراها أمرا عصيا على الفهم، وواجبا ثقيلا مفروضا عليه، على الرغم من أن اللغات جميعها هي وسائل تواصل وتعبير انساني عظيمة، وإتقان الإنكليزية تحديدا بالإضافة إلى لغتنا الأم يفتح أبواب المعرفة على مصراعيها سواء للطلاب من ناحية ضرورة اجتيازهم لاختباراتها او المرور بمقابلات ولأنها لغة الكثير من المراجع، أو لأي راغب بالمعرفة والتواصل مع العالم يبحث عنها في الإنترنت والكتب..
عدا عن الثقة بالنفس التي يكتسبها المرء نتيجة قدرته على التعبير بلغة ثانية، وكما يقول المثل الإنكليزي «لسان جديد، إنسان جديد»
وتضيف الصيدلانية لما بأن محور كل جلسة يتكون من موضوع يتم نشره على المجموعة الخاصة بالمبادرة مع عناوين رئيسية حوله، ويمكن لأي مشارك أن يطرح موضوعا»، ومثل أو مصطلح انكليزي، وكلمة مميزة «عادة ما تكون جديدة حتى على المتمكن». تكتب جميعها على أوراق بالألوان لإضفاء عنصر بصري ممتع يرسخ المعلومة في الذهن...
تقول حسن : صحيح أن المبادرة موجهة إلى جميع المستويات في اللغة الإنكليزية وجميع الأعمار والفئات الاجتماعية، لكنها تصيب هدفها من خلال اختيار المواضيع وطبيعة الأسئلة والبيئة المرحة المريحة التي يتم فيها الحوار..
أما المتمكن من اللغة يتمرن ويشكل حافزا ومعلما أيضا للأقل تمكنا، الذي يمكنه في البداية المشاركة بكلمات قليلة ومساعدته في ترجمة ما يريد من فكرته ليتطور مع الوقت ويتحدث بنفسه..
وأضافت أنه من أساسيات إتقان اللغة التدريب المستمر لذلك نحرص جميعا على الالتزام بالجلسة أسبوعيا أيا تكن الظروف لأهمية وجود روتين ثابت لتحقيق الأثر الايجابي ، وكذلك الجو التفاعلي الحيوي.. فضلا عن المتعة الكبيرة في الحوار والتعرف على شخصيات جديدة.. وهذه عوامل ايجابية لي شخصيا وللغير أيضا، فمن يقوم بالمبادرة هو اول مستفيد حيث إن «أفضل اسلوب للتعلم هو التعليم».
ومن المواضيع التي يتم تناولها ، دروس تعلمناها حول المحبة ، الاحبة ، الشجاعة، السعادة، مواضيع عن المال والقوة والفقر والفنون، الموت، صراع الأجيال، الخوف، كتاب أثر بك، شخص تشكره، إلى جانب أسئلة افتراضية حول مواقف وما رأي المشترك وما يمكن ان يفعل فيها..
وقد شاركت في الجلسات سيدات من دول مختلفة مثل روسيا والفلبين وسويسرا شاركن بمنح لمحة عن جوانب من بلادهن، فضلا عن آرائهن التي أظهرت أن الانسان هو الإنسان مما أعطى بعدا ثقافيا عابرا للحدود..
ومن اجمل ما قالته مشاركة أم عاملة أنها تعتبر الجلسات مساحتها الخاصة فالموضوع تخطى مجرد الحديث بلغة ثانية..
يستحق الفرصة والرعاية
وأشارت حسن بقولها : شخصيا يسعدني ما وجدته في الجيل الشاب خصوصاً من انفتاح ذهني وديناميكية وطموح عملي يتخطى ما يشاع أحيانا من قلق على المستقبل والجيل الشاب بينما الواقع على العكس تماما.. والشباب السوري من أهم الكنوز في بلادنا الحبيبة، يحمل وجهها وارثها الحضاري المشرق.. ويستحق الفرصة والرعاية..
وأوضحت أنها فخورة بالالتزام الحاصل خلال الجلسات وبعدم المقاطعة على الرغم من الاختلافات الجذرية في الرأي والرؤى أحيانا.معربة عن ارتياحها لسير عمل الجلسات
متمنية أن يبادر القادرون على إدارة جلسات كهذه وفي كل مكان لتنتشر المعرفة ..
آراء المشاركين ..
د. كنان عروس من المشاركين الملتزمين يقول: ما يميز هذه المبادرة و هي مجانية بشكل كامل انها تستوعب كل المستويات في اللغة الانكليزية و تطور من القدرة اللغوية للمشارك حيث يقتصر الحديث في الجلسة على اللغة الانكليزية مما يقضي على الخجل من ارتكاب الاخطاء و يدفع الشخص الى التعبير بأي طريقة ممكنة عن رأيه في موضوع الجلسة .
سعيد حسن طالب تجارة واقتصاد تحدث أيضا عن مشاركته وعلى مدى فترة زمنية طويلة فيقول: المبادرة أكثر من رائعة نتحدث فيها ونبدي الرأي في مواضيع كثيرة تزيد شغفنا تجاه اللغة، ومن مشاكلنا الأساسية عدم التحدث بالإنكليزية بينما علاماتنا عالية في الامتحان , فمن خلال هذا الحديث ومشاركة تجاربنا الحياتية نتعلم ونكتسب معلومات ونتعرف على تجارب الآخرين، وهي أفضل طريقة لتنمية قدراتنا اللغوية، مثل الطفل الذي ينمو في بيئة معينة ويتعلم لغة البيئة التي ترعرع فيها.
تقول ماريا (12سنة) عن حضورها وعن فرق العمر الذي يشكل تحديا.. وربما يعتبر مشكلة في التواصل عادة، لكن مواضيع الجلسات والأسئلة واضحة دوما ساعدت على تخطي بعض الصعوبات وبالتالي لم يجد أحد مشكلة في فهمها، وهذا ما كسر الحاجز بين الأجيال..
وتضيف بقولها :تعطي المواضيع التي تطرحها الآنسة لما كامل حرية الرأي، وأن يجيب الجميع عن الأسئلة كل بدوره وحسب رؤيته للموضوع يمكن الحضور من ملاحظة فرق الأجيال فقط من خلال الإجابات..حيث كانت الجلسات ممتعة بقدر ما كانت مفيدة فكنا نضحك وكأننا نلعب لعبة عدم التحدث إلا بالإنكليزية، واستفدت انا وليان ويوسف (تسع سنوات) من فكرتها الرائعة وصرنا نقوم بها في غير ايام الجلسات..
يمكننا القول : بات الكلّ بحاجة التعلّم وخاصة اللغات التي شكلت نوعا من الانفتاح لجلب الثقافات وهذا بالتحديد يحتاج إلى قروض او ميزانية ليست بقليلة يقوم بها الأفراد للحصول على اللغة بينما يمكن للكثير اقامة هكذا مبادرات ..
ومن أجل نزاهة وموضوعية الكلام عن هذه المبادرة قمنا بالحضور وشاهدنا عفوية اللقاءات التي تقوم بها مشكورة الصيدلانية والتّرجمان المحلّف الآنسة لما حسن .. في وقت باتت اللغة تتحدث بالدولار عند الكثيرين .. وباتت الساعات الخصوصية تجلب السيارات الفخمة والعمارات الفارهة بغلاء أسعارحصصها وساعاتها ..
وفي وقت نحن أحوج به إلى مبادرات وبفريق ينشر روح المبادرة والإرادة طالما بلدنا غنيّ بالثقافات التي تجعل من أبنائه قدوة علم وحضارة لجميع البلدان ..