ولكن فيديو آليس مونرو كان مختلفا عّمن أرسلوا فيديوهات من قبل في أنه لم يكن خطاباً بل حواراً أجراه معها المذيع السويدي ستيفان أوسبيرغ، ركزت فيه على بداياتها مع الكتابة، وهنا ترجمة لبعض ما جاء في الحوار:
تقول مونرو: اهتممت بالكتابة من وقت مبكر، بسبب قصة قُرئت لي. كتبها هانز كريستيان آندرسن، وهي قصة «حورية البحر الصغيرة». كانت حزينة بشكل بشع. وقعت الحورية في حب هذا الأمير، ولكن لم يكن بإمكانها أن تتزوجه، لأنها حورية بحر. وكانت قصة حزينة جداً لا أستطيع أن أسرد عليك تفاصيلها. على كل حال، في اللحظة التي أنهيت فيها القصة خرجت وسرت حول المنزل الذي كنا نعيش فيه، وابتكرت قصة بنهاية سعيدة، لأنني شعرت بأن هذا واجبي تجاه الحورية الصغيرة، لم تدر القصة أنحاء العالم، ولكنني شعرت أنني قمت بأفضل ما يمكنني فعله، ومن الآن ستتزوج الحورية الأمير وتعيش في سعادة، ولم أهتم بحقيقة أنه ربما لن يعرف بقية العالم القصة الجديدة، لأنني شعرت أن القصة نُشِرَت في اللحظة التي فكرت فيها. وهكذا كانت هذه بداية مبكرة للكتابة.
-كم عدد القصص التي رميتها؟
-- عندما كنت شابة كنت أرميها جميعاً. لم تكن لديّ فكرة، ولكني لم أفعل ذلك كثيراً في السنوات الأخيرة. عامة كنت أعرف ما عليّ فعله لجعل القصص تعيش. ولكن ربما أظل مخطئة في بعض الأحيان وأنا أدرك أنني مخطئة ولكن يكون عليك أن تتناسى ذلك.
- هل ندمت في أي وقت على رمي قصة؟
-- لا أعتقد، لأنني في هذه اللحظة أكون قد مررت بالألم الكافي تجاهها، وأكون قد علمت أنها ليست ناجحة من البداية. ولكن كما قلت هذا لم يحدث كثيراً.
- هل كانت كتابتك ستتغير لو كنت قد أنهيت دراستك الجامعية؟
-- ربما كان هذا سيحدث حقاً، ربما كان هذا سيجعلني أكثر حذراً وأكثر خوفاً من أن أكون كاتبة، لأنني لو كنت عرفت أكثر عما كتبه الناس، كنت سأصبح أكثر رهبة بشكل تلقائي. ربما كنت سأقول إنني لن أستطيع فعل هذا، ولكن لا أظن حقاً أن هذا كان سيحدث، ربما كان سيحدث لفترة ولكن بعد ذلك، لقد أردت الكتابة بشدة لدرجة أنني كنت سأستمر وأحاول في الأمر في كل الأحوال.
- هل ترددت أبداً، هل ظننت أنك لست كاتبة جيدة بما يكفي؟
-- طوال الوقت، طوال الوقت، رميت العديد من الأشياء أكثر مما بعثت أو أنهيت، وهذا كان في العشرينيات من عمري، ولكني ما زلت أتعلم الكتابة بالطريقة التي أردت أن أكتب بها. بالتالي لم يكن الأمر سهلاً.
- هل أنت شخص مثقف؟
-- ربما، أنا لست متأكدة بما يعنيه هذا، ولكنني أظن أنني كذلك.
- يبدو أن لديك رؤية بسيطة للأشياء؟
-- هل أنا كذلك؟ أعتقد أن هذا صحيح.
- حسناً، لقد قرأت في مكان ما أنك تريدين أن تُشرَحي الأشياء بطريقة سهلة؟
-- نعم، ولكني لم أعتقد أبداً أنني أريد أن أشرح الأشياء بطريقة سهلة، هذه هي الطريقة التي أكتب بها، أظن أنني أكتب أصلاً بطريقة سهلة، بدون التفكير أن هذا سيجعل الكتابة سهلة.
- هل مررت بأوقات لم تكوني قادرة فيها على الكتابة؟
-- نعم، لقد تركت الكتابة، متى كان هذا؟ ربما منذ عام، ولكنه كان قراراً، بأنني لن أكتب ولست قادرة على ذلك، كان قراراً، أردت أن أحافظ عليه أمام العالم. لأنه عندما تكتب أنت تقوم بشيء لا يعرف الناس أنك تفعله، وأنت لا تستطيع أن تتحدث عنه، أن تجد طريقك دوماً في هذا العالم السري، ثم تقوم بشي آخر في الحياة العادية. ولقد تعبت من ذلك بشكل ما، كنت أقوم بذلك طوال حياتي، طوال حياتي بالفعل، عندما أكون في صحبة كتاب أكثر أكاديمية، أشعر أنني مرتبكة لأنني لا أستطيع الكتابة بطريقتهم، لا أملك هذه الموهبة.
- هل تصورت أبداً أنك ستحصلين على نوبل؟
-- لا، لا، لقد كنت امرأة، رغم أنني أعرف أن هناك نساء حصلن عليها، أنا أحببت المجد في الموضوع، ولكني لم أكن أفكر بهذه الطريقة، لأن معظم الكتاب يبخسون قدر أعمالهم، خاصة بعدما ينتهون منها. أنت لا تقول لأصدقائك أنك ربما ستحصل على نوبل، هذه ليست طريقة شائعة لتحية الأصدقاء.