فمنذ بداية الأزمة في سورية لعبت السعودية من خلال بوقها العبري «محطة العربية» دوراً تحريضياً فتنوياً تعدّى كل الخطوط الحمر في العلاقات بين الدول، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل باتت السعودية ـ إلى جانب مشيخة قطر وسلطنة أردوغان العثمانية ـ من أكبر موردي السلاح والإرهابيين والمرتزقة إلى سورية جهاراً نهاراً، ودون أي حياء أو خجل، وكأن ما تقوم به هو عمل إنساني يجب أن يرفع رصيدها بين الدول..!!
آخر تجليات حقد آل سعود على الشعب السوري هو تشجيع الجماعات الإرهابية التكفيرية التابعة لهم على ارتكاب المزيد من المجازر الشنيعة بحق المدنيين وممارسة أبشع الانتهاكات بحق الإنسانية وجديدها مجازر المدينة العمالية بعدرا ومشفى دير عطية بالقلمون، على أمل تقوية حظوظ مملكتهم الوهابية بحضور مؤتمر جنيف المزمع عقده في 22 كانون الثاني القادم.
الإرهاب المنتشر في كل أرجاء المنطقة من سورية إلى العراق ومن لبنان إلى اليمن يتحمل وزره هذا النظام الرجعي المتخلف الذي يؤرقه رؤية الاستقرار والازدهار والتنوع والحريات في محيطه، ولذلك يسعى جاهداً لتوزيع شروره في كل اتجاه على أمل البقاء بعيداً عن حركة التاريخ والتغيير والإصلاح والتجدد.
لكن يبدو أن حكام آل سعود الحمقى لم يدركوا بعد أن أحلامهم المريضة وطموحاتهم الجوفاء بكسر إرادة سورية المقاومة لن تتحقق بفضل إرادة السوريين وصمودهم، وأن السهام الغادرة التي يطلقونها على سورية وغيرها من الدول العربية سترتد إلى نحورهم عاجلاً أم آجلا، ومصيبتهم الكبرى أنهم لم يتعلموا من أخطائهم ولم يستخلصوا العبر..!!