وتقوية الصلة الروحية بينهم وبين الكتاب لتحقيق الغاية التربوية السامية التي تجعل من تغذية العقول السبيل الوحيد الذي يمكن الفرد في المجتمع من أن يحيا حياة كريمة كما ينبغي له أن يحياها باستقامة وفاعلية وعطاء.
جاء ذلك خلال افتتاحه أمس والدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة اليوم الوطني للتشجيع على القراءة لمرحلة الطفولة المبكرة في المركز الاقليمي لتنمية الطفولة المبكرة.
وأشار وزير التربية إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار التعاون المثمر والبناء بين وزارتي التربية والثقافة، بهدف بناء الطفل ليكون صاحب فكر وثقافة حينما يكبر، يقبل على القراءة بمودة ومحبة، مؤكداً أهمية القراءة عند الصغار ودورها في تنمية ذكائهم وقدراتهم الابداعية الذاتية، وتطوير ملكاتهم استكمالاً للدور التعليمي للمدرسة.
وأضاف: إن علاقة الطفل بالكتاب أو المجلة تبدأ منذ السنين الأولى لطفولته، لافتاً إلى أثر البيت أو الروضة في تشجيع القراءة لدى الطفل، وتعزيز العلاقة التواصلية معه، مشيراً إلى خصوصية القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة وأساليب تشجيعها وأثرها في بناء الطفل معرفياً وروحياً.
وأكد على استمرارية هذا التعاون بين وزارتي التربية والثقافة لخلق ثقافة للطفل في المراحل العمرية اللاحقة لإعداده في المستقبل.
الدكتور لبانة مشوح وزيرة الثقافة بينت أهمية القراءة لدى الأطفال ودورها في ترسيخ وتحفيز حب الإصغاء والمشاركة وإبداء الرأي، لافتة إلى وجود مجموعة من الإجراءات لدى الوزراء في إطار استراتيجية بناء الإنسان.
وقالت لدينا أذرع عدة في مجال ثقافة الطفل تنشط مع وزارات متعددة ولاسيما التربية والإعلام والصحة، مبينة وجوب تعزيز القراءة لدى الأطفال بعد أن لمسنا السعادة الغامرة في عيونهم، فهم يتلقون المعلومة، وتتشربها عقولهم، وهذا محط اهتمامنا، ونحن عازمون على تنشيط هذه الفعالية كفاح حداد مديرة المركز بينت أن القراءة نافذة تطلع القارئ على ما عند الآخرين بكل يسر وسهولة فالقراءة تعدت كونها حاجة إلى اعتبارها ضرورة في هذا العصر الحديث فأهميتها لا تقل عن الطعام والشراب، كونها الغذاء الفكري الناجع لعقولنا، وهي تعمل على تنمية القدرة على التفكير والربط والاستنتاج، وتحفز على المتعة العقلية، وهي وسيلة للتعلم واكتساب المعرفة والاستمتاع والترفيه.
يذكر أن فعاليات هذا اليوم جاءت تتويجاً لعمل مكثف تم التحضير له، وتتضمن إقامة ورشات عمل، تشمل معرضاً لكتاب الطفل يضم مجموعة قصصية من مكتبة المركز، ومطبوعات وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العامة السورية للكتاب، بالإضافة إلى حكواتي يروي حكايات من التراث العربي والعالمي باستخدام الدمى، فضلاً عن كتابة، وقراءة تفاعلية لقصص يقوم الأطفال بتغيير مسار أحداثها ونهاياتها من خلال الرسم، وحكايات الجدة، ومسرح خيال الظل (كركوز وعواظ).
كما عرض خلال الفعالية فيلم وثائقي عن تجربة المركز في مشروع التشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة، وإقامة معرض لرسوم أطفال الرياض التي يشرف عليها المركز، بالإضافة إلى ورشة لبعض أمناء مكتبات الطفل في المراكز الثقافية بدمشق وريفها، ومدارس الحلقة الأولى بهدف الاستفادة من تطبيق الفعاليات في مراكزهم.