وخاصة دول الخليج، التي لم يكن ليستمر لولا عمالة «الملوك» و«الأمراء» و«الشيوخ» الحاكمين في بعض هذه دول.
التاريخ لا يكذب، ودائماً يبوح بوثائقه السرية والعلنية بين فترة وأخرى، وكلها تُجمع على أن المسيرة السوداء من هذه التحالفات عمرها عشرات السنوات من الصفقات الاقتصادية والعسكرية وقبلها التآمر على الأشقاء منذ عهد الملك سعود حتى العهد الحالي والذي يتخذ غطاء أميركياً لخدمة الصهيونية العالمية التي تعتبر «إسرائيل» المكون الرئيسي له.
ولأننا نعيش في زمن الأوغاد، يبلغ التبجّح السعودي حدّ عقد لقاءات علنية على مستوى عال بين السعودية و«اسرائيل»، فما كان في السرّ قبل سنوات أصبح الآن في العَلن.. وهو الخاتمة التي كان يسعى كلاهما للوصول إليه.. دون خجل ودون اعتبار لما ينعتون به.. فهم منذ عقود تخلوا عن عروبتهم فصافحت يد التكفير يد الشيطان الأكبر.. ولم يعد يروق لهم سوى رؤية الدماء العربية تُهرق وتسيل.. في سورية وغيرها من البلدان العربية، ودعم السعودية للحركات المتطرفة، من أجل إدامة الفتنة والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، رغبة من في إشعال نار الاحتراب بين أفراد ومكونات الشعب السوري.
ولا نغالي بالقول إن المحرك الذي يغذي هذه الاضطرابات ويجعلها حاضرة ومشتعلة بين الدول العربية بعضها مع بعض أو بعضها ببعض، هي السعودية والكيان الاسرائيلي، إذ لم يدخّرا جهداً من أجل إشعال الفتن وبث حالات الاضطراب والتوتر في عموم المنطقة، وهذا الاستنتاج، لا يطلق جزافاً، فهو مأخوذ من وقائع وحوادث ومواقف قائمة، نراها ونسمعها ونلمسها لمس اليد، تصنعها «اسرائيل» وتغذيها وترعاها السعودية، من أجل خلق البلبلة بين الدول العربية، لتنفيذ أجندات سيدها في واشنطن وتل أبيب.
ولأن آثامها «مغفورة»، فلا غضاضة أن تجتمع السعودية مع «إسرائيل» على مائدة واحدة لوضع شعار لحروبها «المقدّسة»، فيما يغيب عنوان الصراع العربي الاسرائيلي بصورة شبه كاملة.
وفي النهاية، لا تبحث السعودية في الوقت الراهن عن أصدقاء فمع وجود أغبياء يديرون دفة نظام حكمها فهي ليست بحاجة إلى أعداء.
daryoussi@hotmail.com