نرى أن مرضانا لا يفصحون عن أمراضهم النفسية، سواء كانت البسيطة منها أم الأكثر تعقيداً خوفاً أو خجلاً من مواجهة نظرات المجتمع.
عن مرض الفصام وأعراضه كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور نضال حسين مسعود الاختصاصي بالأمراض العصبية والنفسية، حيث قال:
الفصام هو مرض عصبي نفسي يصيب حوالي 1? من الناس، ويصيب الإناث والذكور بالتساوي، لكنه يظهر عند الإناث في وقت متأخر قليلاً، ويعزو بعد الباحثين ذلك للدور الوقائي للهرمونات الأنثوية.
- ما أعراض الفصام؟
-- تتصف الأعراض بشكل عام بصعوبة التعامل مع الواقع، ومن أهم الأعراض:
1- التغيير في شكل التفكير ومحتواه، مثلاً (سماع أصوات غير موجودة، التفكير أن الآخرين يتآمرون على المريض، أو يدسون السم له في الطعام)..
2- تغير في المزاج (من فرح وسرور وضحك دون سبب إلى حزن عميق وبشكل مفاجئ وكأن المريض يعيش في عالم آخر).
3- اضطراب في الإدراك (التفكير مثلاً بأن برنامجاً معيناً في التلفزيون يتحدث للمريض نفسه أو عنه).
4- اضطراب في السلوك (انطواء أو انعزال أو عدوانية).
5- تبدل في شخصية المريض (عادات وطباع جديدة).
وهناك كثير من الأعراض الأخرى.. وهذه الأعراض تؤدي إلى عجز شديد، إذا لم تعالج، حيث في كثير من الأحيان يصبح المريض خطراً على نفسه (هناك عشرة بالمئة من مرضى الفصام ينهون حياتهم بالانتحار)، أو يصبح المريض خطراً على غيره، نسبة ارتكاب الجرائم الجنائية عند مرضى الفصام أعلى بقليل من الناس العاديين، لكنها تصبح على مستوى عامة الناس بعد العلاج.
وأحياناً يصبح المريض غير قادر على الاهتمام بنفسه، والأخطر إذا اجتمعت كل الشروط السابقة معاً.
- ما أسباب الفصام؟
-- في الحقيقة لا يوجد سبب واحد للفصام، ولكن هناك بالتأكيد عامل وراثي، حيث إذا أصيب أحد التوائم الحقيقية بالفصام فإن نسبة إصابة التوءم الآخر في الفصام تصل إلى نسبة خمسين بالمئة، بدلاً من واحد بالمئة في عامة الناس، ولكن بالإضافة إلى العامل الوراثي، هناك أسباب اجتماعية ومرضية وإنسانية أخرى ليست كلها معروفة ومدروسة بشكل جيد.
- هل الفصام مرض واحد؟
-- بالطبع لا، هناك عدة أنواع للفصام منها:
- الفصام الزوراني (ويتصف بالخوف من الآخرين وعدم الثقة بهم).
- الفصام الشبابي ويتصف بالتغير بالشخصية، والاخفاق المتكرر بالمدرسة.
- الفصام الجمودي، حيث يحافظ المريض على وضعية معينة، ولايغيرها، ويصبح كتمثال الشمع.
وبالطبع هناك أنواع أخرى من الفصام.
- هل هناك من علاج لهذا المرض؟
-- بالطبع، ويبدأ اعتراف الأهل أن ابنهم أو ابنتهم لديه أو لديها مرض عصبي نفسي يمكن علاجه بالأدوية والدعم الاجتماعي الإنساني العائلي، وهذا المرض ليس سببه الجن أو الشيطان أو غير ذلك من الأشياء فوق الطبيعة، حيث إن الاعتقاد بهذه الأشياء يؤخر العلاج ويفاقم المرض، ويزيد من معاناة المريض والأهل دون سبب.. فهذا مرض مزمن كمرض السكر، أو ارتفاع الضغط، ويتطلب علاجاً دائماً، ورعاية دائمة، وإن ترك هذا المريض دون علاج تتعرض حياة المريض ومن حوله للخطر. فهناك علاج دوائي يسيطر على أعراض الشك بالناس والخوف منهم والهلوسة (سمع أصوات غير موجودة)، وهناك أدوية تخفف من اكتئاب المريض، وتعالجه وتحفف من عزلة المريض، فبالعلاج الدائم والداعم يمكن للمريض أن يعيش حياة منتجة وهادئة.