والوشم هو بقعة ملونة على الجلد ناجمة عن دخول أجسام معينة ملونة عن الطريق الخارجي إلى أدمة الجلد.
وكان يستعمل الوشم من باب التفاخر والتظاهر بالعظمة والشجاعة، ومن باب الزينة.. واستعمل أيضاً فيما مضى للدلالة على أمور كثيرة، كالانتماء إلى طائفة معينة، أو كإجراء تأديبي يميز المجرمين.. وفي زمن ما كانوا يوشمون أبناءهم وبناتهم كي يميزوهم عن أبناء القبائل الأخرى، كما كانوا يوشمون العبيد كي يعرفوا لمن تعود ملكيتهم.. أما الرومان فكان يوشمون جنودهم بعلامات وأرقام للتعرف عليهم، بالإضافة لما سبق كان الوشم يحمل أحياناً رموزاً دينية أو سياسية، أو تعاويذ سحرية.
وهناك إضافة لما سبق الوشم العرضي أو اللاإرادي... وهي بقع ملونة في الجلد تدل على دخول مواد غريبة غير ذائبة لسبب أو لآخر، كما يحدث مثلاً بعد انفجار قنبلة أو شحنة بارود، أو عقب الحوادث الطرقية، أو لعمال المناجم، حيث تدخل دقائق الفحم، وتسبب وشماً أسود اللون.
واليوم أصبحت النساء يعزفن عن استخدام الكحل والمساحيق، ويلجأن إلى وشم الحواجب والشفاه وغيرها.. حتى توفر اللجوء إلى المكياج يومياً، خصوصاً إذا كانت المرأة عاملة..
ويروي التاريخ عن سياسيين وفنانين ومشاهير وشموا أجسادهم، مثل: ونستون تشرشل، ونابليون، وبطرس الأكبر.. وزينت كتف الرئيس الأميركي ترومان صورة تنين، ووضع الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين وشماً ملوناً على جسده، وكذلك فعل ذلك الرئيس اليوغسلافي في الأسبق جوزيف بروز تيتو..
أما عن أخطار الوشم فقد حذرت دائرة الغذاء والدواء الأميركية FDA من الآثار السلبية الناتجة عن عمليات الوشم، أو ما يسمى (المكياج الدائم) حيث يتسبب في كثير من المضاعفات الخطيرة، أهمها التقيحات الجلدية، وانتقال عدوى بعض الأمراض الخطيرة، مثل: مرض الإيدز والزهري والسل والتهاب الكبد الوبائي، وخاصة إذا كانت الأدوات المستخدمة ملوثة وغير عقيمة. وقد يصاب بعض الأشخاص بحالات نفسية أو مضايقات، وذلك نتيجة وشم في الصغر، أو في أوقات المراهقة، وعندما يكبرون يحاولون التخلص من هذا الوشم، وخاصة عندما يكون في أماكن ظاهرة وعزيزة على الإنسان مثل الوجه واليدين.
ومن هذا كله يتضح لنا أن الرسول الكريم ومعلم الإنسانية الأول وطبيبها كان محقاً كل الحق عندما نهى عن الوشم، في حديث شريف: «لعن الله الواشمة والمستوشمة».