لهذه الشريحة الواعدة من الطلبة والذين كان عددهم 69 طالباً وطالبة ، وفي هذا العام تابعت الوزارة عملها لاحتواء الدفعة الثانية من هؤلاء الطلبة في المؤسسات التعليمية الوطنية ضمن تهيئة خاصة للبرامج والمنسقين والكوادر والمستلزمات والمخابر وغيرها والبالغ عددهم 64 طالباً وطالبة توزعوا على ستة برامج للعام الدراسي 2013/2014 وفقاً لميولهم.
الدكتور حسان الكردي معاون وزير التعليم العالي للشؤون العلمية أكد أن وزارة التعليم العالي دأبت منذ العام الماضي لإقلاع المركز الوطني للمتميزين إلى التحضير لمرحلة التعليم العالي فكان أن تصدت اللجان التخصصية التي شكلت لهذا الغرض والتي توّجت بقرار ناظم من مجلس التعليم العالي صدر في شهر آب من العام 2011 وركّز على إتاحة فضاء من التخصصات النوعية ذات الأولوية في خطط التنمية في الدولة حيث تم تصنيف التخصصات ضمن اثني عشر برنامجاً.
وقال ترافق هذا القرار بعدد من الخيارات منها احتواء هؤلاء الطلبة محلياً في مؤسساتنا التعليمية الوطنية أو احتوائهم محلياً لمرحلة جزئية ثم إيفادهم إلى الخارج أو إيفادهم إلى الخارج لكامل المرحلة الدراسية الجامعية مؤكداً أنه نظراً لاعتماد الخيار الأول باحتوائهم محلياً في الجامعات والمؤسسات التعليمة الوطنية فقد وصلت الرؤية ونزولاً عند رغبة الطلاب الدفعة الأولى على اختيار ستة برامج نوعية تخصصية هي برنامج العلوم الطبية الحيوية تحتضنه كلية الصيدلة بجامعة دمشق وبلغ عدد الطلاب الراغبين في دراسته28 طالباً وطالبة، برنامج العلوم وتقانات الليزر تحتضنه كلية العلوم والمعهد العالي لعلوم الليزر بجامعة دمشق فقد انتسب إليه ستة طلاب، برنامج الهندسة المعلوماتية تحتضنه كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق وانتسب إليه ثمانية طلاب، وبرنامج الميكاترونكس تحتضنه كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة تشرين ودرسه 12 طالباً، وبرنامج هندسة وعلوم المواد يحتضنه المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا فيه خمسة طلاب، وبرنامج هندسة الطيران يحتضنه المعهد العالي للعوم التطبيقية والتكنولوجيا وقد اختاره عشرة طلاب حيث توزع الطلبة على هذه البرامج وفقاً لاستمارات خاصة حددوا من خلالها ميولهم ورغباتهم أما بخصوص توزّع طلاب الدفعة الثانية على هذه البرامج فهو وحسب إحصائيات الوزارة 30 طالباً للاختصاص الأول و6 لبرنامج علوم الليزر وطالب واحد فقط للمعلوماتية و23 طالباً اختاروا برنامج الميكاترونيك وثلاثة طلاب اختاروا برنامج علوم وهندسة المواد، بينما طالب واحد فقط اختار برنامج هندسة الطيران.
وأكد معاون الوزير أن المؤسسات التعليمية الحاضنة سعت إلى توفير البيئة التمكينية اللازمة لحسن سير العملية التدريسية وذلك لجهة تسمية منسق علمي خاص لكل برنامج والحفاظ على استقلالية البرنامج بدوامه واعتماده لنظام الساعات المعتمدة وتأمين المواد التعليمية من مختبرات ومراجع علمية ومكتبات الكترونية بالإضافة إلى تأمين المدرسين الأكفاء مستعينين بالنخبة المتوفرة لدى المؤسسات العلمية الوطنية ذات العلاقة للاستفادة من بناها التحتية والأطر البشرية ولكن بسبب الظروف لم تسر كل البرامج بشكلها الطبيعي مثلاً برنامج المعلوماتية في حلب تم نقل طلابه لأكثر من مكان بين عدة جهات لحين استقراره في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق وعليه وجدنا أن هذا الاختصاص أخذ دوراً كبيراً بالنسبة لطلاب الدفعة الثانية.
وحول الخطط المستقبلية التي رسمت لهذه الشريحة وما هو المطلوب منهم وعن سؤال ماذا بعد التخرج يقول الكردي: هناك إطار تشريعي صدر بالمرسوم التشريعي رقم 7 في الشهر الأول من عام 2013 يهتم بتنظيم استمرار رعاية الدولة لهؤلاء الطلبة كما اعتنى بالشؤون القانونية والمالية للطلبة الذين سيتم إيفادهم داخلياً لأحكام قانون البعثات العلمية ضمن برنامج بناء القدرات الذي ترعاه الوزارة على أن يتم فرزهم لاحقاً لصالح الجهات العلمية العاملة بالبحث العلمي والتطوير التقاني بحسب رغبتهم مشيراً إلى أن مسؤولية الوزارة مسؤولية مشتركة مع الجهات الوطنية ذات العلاقة بالإعداد الأمثل لهذا الجيل الجديد والواعد من علماء وباحثي المستقبل والاستثمار الأمثل لقدراتهم.
وتحدّث معاون الوزير عن جهود الوزارة في تسخير إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لتأمين وافتتاح فرع ثان للمركز الوطني للمتميزين في جامعة تشرين حرصاً منها على تأمين سلامة الطلاب نظراً لتعرض المركز الوطني الأساسي الذي كان مقرّه في حمص للتخريب والاعتداء حيث نقل الطلاب إلى عدة أماكن إلى أن وصلوا إلى مركزهم الجديد المجهز بالشكل الأمثل في جامعة تشرين فرع طرطوس.
هذا وتجدر الإشارة الى أن جامعة دمشق بصدد إعادة هيكلية مشروع برامج المتميزين التي تحضنها وفق آلية ستحدد لاحقاً بهدف تطوير الخطط الدرسية لهذه البرامج وذلك بعد أن ناقش الدكتور عامر مارديني رئيس جامعة دمشق أهم القضايا والتحديات التي واجهت هذه البرامج مع مدرسي ومنسقي البرامج والاستماع للمقترحات التي وضعت حول تنمية مهارات الطلاب العلمية واللغوية وتأمين الأجهزة والمخابر والتعاقد مع مدرسين مختصين متميزين من خارج ملاك الجامعة وإشراك الطلاب في برامج بحثية ووضع برنامج صيفي للتدريب وتطوير الأسئلة الامتحانية وإمكانية إشراك برنامج المتميزين مع طلاب الأولمبياد الرياضي بما يشجع على المنافسة العلمية والتميز وبالتالي الكشف عن الطلاب المتميزين في الجامعة في كل الاختصاصات وهذا ما أثنت عليه الوزارة ويعمل عليه حالياً.