ويجب على من غرر به، وسار في الموكب الخطأ أن يفعل شيئا و يتعظ ممن سبقه، وأن يخرج من حسابات السياسة اليومية وسخافاتها البائسة لأن السكاكين الوهابية السلفية التكفيرية خرجت من قمقمها وهى تهدد الحياة البشرية في هذه الارض، وما يجري أيضاً على الأراضي السورية هو إعادة إنتاج الاستعمار الامبريالي الغربي القديم، بهذه العبارات صور كل من الكاتب العماني خميس بن حبيب التوبي، والكاتب الأردني ناهض حتر، والفلسطيني معاذ عابد، ولاسيما أن الفرق بدا شاسعاً وواضحاً بين الثورات وما تعتمره من معان وقيم ومبادئ وبين محاولات الغرب وأعوانه في المنطقة إعادة التمظهر والتموضع والعودة إلى البلاد عبر نوافذ الحرية والديمقراطية.
فالكاتب العماني التوبي قال إن ما يجري في سورية رغم محاولات إلباسه لبوس «الثورات» الطامحة لتحقيق العدالة والديمقراطية، إلا أن صورة الإرهاب وداعميه واضحة لكونها البديل الوحيد للنمط الاستعماري المكشوف القائم على التدخل العسكري المباشر.
الكاتب العماني انتقد في مقال نشرته صحيفة الوطن العمانية أمس تحت عنوان «أليكسا تفضح المتاجرين بأوضاع الشعب السوري» إصرار القوى المتأبطة إرهابا ومؤامرة على الشعب السوري لمواصلة ألاعيبها ومؤامراتها ومخططها الأسود ضد سورية رغم الفشل الذريع الذي منيت وتمنى به، مؤكداً أن عملية التساوق والتناغم بين الاستعمار الغربي الامبريالي وبين من يحسبون على الإسلام دون وجه حق كانت خطأ جسيما في تاريخ الأمة وتاريخ الإسلام الحديث ووصمة عار في جبين هذه الأمة إلى جانب طابور العملاء والوكلاء حيث بدت هذه العملية عبارة عن تجارة رخيصة بحقوق الشعب السوري وبدمائه الذي يدفع فاتورتها ثمنا باهظا في مخيمات اللجوء أو في الداخل السوري.
وأوضح ان هذه التجارة الرخيصة ظهرت ايضا من خلال قيام العصابات الإرهابية بسرقة الحبوب من المخازن وحرق مزارع المواطنين السوريين وقطع الطرق للاستيلاء على الشاحنات المحملة بالخبز أو الدقيق والتي تسيرها الحكومة السورية إلى مواطنيها السوريين بالمدن والقرى وكذلك بإقدامها على تفكيك المصانع في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية وبيعها خردة للتجار الأتراك فضلا عن المجازر الممنهجة واستخدام السلاح الكيميائي من قبل تلك العصابات الإرهابية، كما ظهرت عبر تعطيل أي حل سياسي ينهي الأزمة في سورية.
بدوره حمل الكاتب الاردني ناهض حتر نظام ال سعود مسؤولية المذابح البشعة التي ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة بحق الشعب السوري وكان اخرها مذبحة عدرا العمالية في ريف دمشق واصفا مرتكبيها بالوحوش الادمية منزوعة المشاعر البشرية والطبائع الانسانية والعقول والقلوب.
وقال الكاتب حتر في مقال له نشر في صحيفة الاخبار اللبنانية الصادرة امس تحت عنوان :تلك اسمها مذبحة عدرا.. لو كان في هذا العالم شبح ضمير أو طيف عدالة لجيء بالملك السعودي مع أمرائه وشيوخه ومعهم حكام قطر وتركيا الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم عنها وعن عشرات المذابح التي ارتكبتها الميليشيات التي يمولونها ويسلحونها في سورية ومنها المذابح البشعة بالكيميائي باعتبارها جرائم ضد الانسانية، كما اشار الى وجوب قيام من بقى عنده وجدان حر فعلا من المعارضين بأن يعلنوا بلا التباس موقفهم من حرب الابادة التي يشنها نظام ال سعود على بلدهم ويحددوا السوري من الخائن وينخرطوا تواً في جبهة وطنية متحدة ضد الهمجية.
كذلك قال الكاتب الفلسطيني معاذ عابد في مقال له في صحيفة الاخبار تحت عنوان تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية ,ما عاد من مجال للسكوت على كل تلك الجرائم.. بحور من الدماء في سورية والعراق تتهدد لبنان اليوم بعدما اجتاحت الجزائر ومصروأفغانستان خلال عقود خلت كلها جرائم مصدرها واحد هى الحركة الوهابية ومتفرعاتها من تنظيم القاعدة وغيره وان الاوان لاطلاق حملة عربية دولية اسلامية لتجريم هذا الفكر وذاك النهج.
واستعرض الكاتب نشأة الحركة الوهابية ومؤسسها مذكرا بأنها قامت منذ بداياتها على القتل وعلى تصفية الاخر وحين نشأت الحروب القبلية بين العشائر في الجزيرة العربية وانتهت بترسيخ سلطة ال سعود اثر تحالفهم مع الوهابيين تسلموا السلطة الدينية التي كانت من أولى مهامها تكفير كل من لا يسير مع أتباع الحركة الوهابية ولا يدفع ما لديه من مال وقتل الرافضين كافة لقتال أعداء الدعوة الوهابية.