|
حديث البدايات الثلاثاء17-12-2013 العربية مع الدراما التلفزيونية المصرية التي تشاركها العمر ذاته، غير أنها كانت تتربع على مركز الصدارة بفضل استنادها على تاريخ طويل من نجاحات السينما المصرية.. بدأت الدراما التلفزيونية السورية مع بدايات التلفزيون العربي السوري، أو التلفزيون العربي كما كان يسمى عام 1960 زمن الجمهورية العربية المتحدة، وقد نشأت فكرة إقامته، أساساً، لمواجهة الحملة الإعلامية الغربية المعادية (البريطانية خاصة) التي مهدت للعدوان الثلاثي على مصر قبل أربع سنوات منذ ذلك التاريخ، وسعت لتقديم القيادة الوطنية المصرية كقيادة إرهابية.. كانت الدراما التلفزيونية الرائدة تواكب الأفكار التي روجت لها دولة الوحدة وخاصة فكرة التحرر الوطني من النفوذ الأجنبي، فنجد أن أول دراما تلفزيونية قدمها تلفزيون دمشق كانت تمثيلية «ثمن الحرية» التي تحكي عن إحدى فترات الاستعمار الفرنسي للجزائر، وقد قام بإخراجها عادل خياطة عن نص لـ(عمانوئيل روبلس) أعده زهير براق وأدى الأدوار الأساسية فيها: نهاد قلعي وطلحت حمدي وعبد الرحمن آل رشي ونزار شرابي وفاطمة الزين وثراء دبسي وعدنان عجلوني. وكان مدير الأستوديو رياض ديار بكرلي. ولم تشهد مرحلة الانفصال بعد سنة وبضعة أشهر عملاً درامياً يترجم فكرها، إما لقصر زمنها، أو لأن الانفصال لم يجرؤ على المجاهرة علناً بعدائه للنضال الوطني والقومي، وللوحدة العربية، وللعدالة الاجتماعية، وسواها من الأفكار التي راجت زمن الوحدة، وتكرست بعد سقوط حكم الانفصال في آذار 1963 لتترجم في الدراما التلفزيونية بعدد من الأعمال التي تشي عناوينها بمضمونها مثل (ثورة القرية) لمحمد الطيب وإخراج علاء الدين كوكش. و (السلطان الجائر) عن نص لتوفيق الحكيم أعده رفيق الصبان وأخرجه جميل ولاية. والحال ذاته تكرر مع الأعمال المأخوذة عن نصوص أجنبية مثل (أوهام من صنع المستعمرات) لـ (جوردن دافيوت) والذي قام بصياغته وإخراجه جميل ولاية، و(تاجر البندقية) لشكسبير وقام بإعداده رفيق الصبان وأخرجه جميل ولاية، وجميع هذه الأعمال أنتجت عام 1963. ما بين عامي 1964 و1965 اتجهت الدراما نحو النصوص العالمية الشهيرة ذات الصبغة الإنسانية العامة، وظهرت فيها أعمال لا تملك مبرراً، أو تفسيراً تاريخياً، ولا تتفق مع المسار الفكري للمرحلة، في حين شهد عام 1966 نهاية التوجه إلى الأدب العالمي، إلا فيما ندر، فأنتجت تمثيلية (فجر الاستقلال) عن نص لنايف العطواني أخرجه هاني الروماني. غير أن التحول الأوضح في الدراما السورية بدأ منذ عام 1968 حيث أصبح توجهها الفكري أكثر وضوحاً، إما لجهة ترويج فكر الكفاح لأجل التحرر الوطني والكفاح ضد الاستغلال الاجتماعي، أو لجهة تأكيد العلاقة بينهما ضمن إطار قومي، لجأ في بعض الحالات إلى التاريخ العربي ليقدم أعمالاً على درجة عالية من الأهمية برؤية متطورة معاصرة، كما هو الحال في تمثيلية (موت الحلاج) التي كتبها رفيق الصبان وأخرجها فيصل الياسري، وفي تمثيلية (عروة بن الورد) التي كتبها علي الجندي وأخرجها علاء الدين كوكش،وتم فيها تقديم الصعاليك (وشعرائهم) كحركة اجتماعية ترفض الظلم، كما هي في الحقيقة، لا كما قدمها خصومها.. وللحديث تتمة. www.facebook.com/saad.alkassem
|