عما إذا كانت حقيقة أم من صنع الخيال حيال مايدعيه الصهاينة من أن نحو ستة ملايين يهودي زج بهم هتلر إبان الحرب العالمية الثانية بأفران الغاز انتقاماً لما بدر منهم من غدر وخيانة له في معاركه وقتذاك لاحتلال العالم،.اللوبي الصهيوني حرص منذ انتهاء تلك الحرب العالمية الثانية على استغلال هذه الحادثة المفتعلة والتهويل بها واستخدامها إلى أبعد الحدود في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة لاستقطاب العطف على اليهود وجعلوها كسايف مسلط فوق رقابهم لصالح المشروع الصهيوني واستطاعو بواسطته وضمن حملات منظمة إلى اليوم ممارستهم إرهاباً فكرياً قل نظيره على العالم الغربي الذي ما زال يعيشه إلى اليوم وبات التعرض لهذه القضية من أي جانب لها وكأنها جريمة ما بعدها جريمة، وبات على كل من تسول له نفسه البحث في دهاليز وحقائق هذه القضية أن يضع نصب عينيه ماسيواجهه من ضغوطات وتحديات جمة ومن إرهاب صهيوني قد يدفع بحياته ثمناً لها.
لقد نجحت الصهيونية العالمية في استغلالها لهذه القضية أشد استغلال سواء في إجبار الغرب بالتعاطف والدفاع عن مشاريعها العدوانية وكيانها الغاصب في فلسطين أم في تأمين الأموال وتأمين الحماية الدائمة لها، وما زال هذا الاستغلال الفريد من نوعه يمارس إلى اليوم على دول العالم وشعوبه وكل من يخرج عن بنود هذه الطاعة العمياء فالتهمة جاهزة لإطلاقها عليه «معاداته للسامية»، لكن وبعد مضي عقود على هذه الشاكلة بدأت أصوات في الوسط الأوروبي ولاسيما بين الباحثين في التاريخ يسلطون الضوء على كشف الحقيقة التي غيبت عن الشعوب الأوروبية خاصة والعالم عامة وانبرى في مقدمة هؤلاء المؤرخ الفرنسي الشهير روبير فوريسون الذي تعرض منذ بداية إشهار فكرته وبحثه لأقسى حملات التشنيع من قبل الصهيونية العالمية واللوبي اليهودي في فرنسا وغيرها من يهود أوروبا.
استطاع فوريسون أن يفند الأرقام التي سوقها اليهود الصهاينة التي زعموا أن هتلر زج بها في أفران تلك المحرقة من اليهود والذين بلغ عددهم وفقاً لرواياتهم ستة ملايين يهودي من الأوروبيين لكن بحوثه ومراجعاته التاريخية أوصلته إلى أن عدد يهود أوروبا في عام 1939 أي قبل نشوب الحرب العالمية الثانية لايتعدى ثمانية ملايين ونصف المليون يهودي،وهذا بحد ذاته يتناقض كلية مع الأرقام التي يتاجر بها الصهاينة. كما أن المؤرخ الفرنسي فوريسون مارس بشكل منهجي خطوات متلاحقة في اسطورة «الأفران» بعد أن كان مقتنعاً بها في البداية وتبين له أن مئات من آلاف اليهود زج بهم في معسكرات للاعتقال عقب انتصار الحلفاء لا أثناء المعارك ووثق بحوثه بعدد من الأدلة والوثائق التاريخية التي استجمعها من أكثر من مصدر وكانت أشهرها الرسالة التي بعث بها مدير معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ بألمانيا الدكتور مارتن بروزات ونشرتها مجلة داي تساين الألمانية في عام 1960 والتي ينفي فيها أن يكون أحد من اليهود قد تم إعدامه بالغاز في جميع أنحاء الرايخ الألماني أيام هتلر ، كذلك فوريسون لم يقف عند هذا الحد بل اطلع على عشرات المجلدات الضخمة التي تضمنت محاكمات نورنبرغ الشهيرة التي عقدها الحلفاء المنتصرون لمجرمي الحرب النازية، وأن هذه المحاكم التي عقدت في فرانكفورت بألمانيا وفي شتروتهوف بفرنسا خلال أعوام 63-1965 تضمنت أيضاً روايات متناقضة حول أدوات الجريمة التي استخدمت بحق اليهود أي أفران الغاز وهو لذلك جند نفسه للبحث في مواقع أفران الغاز التي تحدث عنها اليهود في كل من مدن اوشفتس وميدانيك بألمانيا ومدينة شتروتهوف بفرنسا، كي يحصل على أي دليل يثبت صحة الادعاءات اليهودية بشأن تلك المحرقة المزعومة إلا أنه لم يفلح في أن يجد شيئاً يثبت صحة وجودها وحدوثها على أرض الواقع حتى إنه لم يجد أي أثر لأي معتقل من نزلاء تلك المعتقلات التي تحدث عنها اليهود، رغم أنه يقر بأنه شاهد شخصياً غرفة غاز واحدة موجودة في متحف مدينة داخاو الألمانية الذي أقيم خصصياً لتسجيل جرائم النازية لكنه حتى بداخل المتحف المذكور لم يجد ما يثبت وقوع المحرقة.
كما أن العديد من مجلدات المحاكمات الأميركية ومجلدات أعدتها جامعة امستردام وعشرات المجلدات السوفييتية تحدثت عن خرافة المحرقة المزعومة، وعن الأهداف التي اعتمدتها الصهيونية العالمية من خلالها لاستثمارها بمكر وخديعة في خدمة مصالحها العدوانية والتي لا تزال قائمة إلى اليوم لابتزاز العالم بها.