|
حادث الغرق بين أرواد وطرطوس..الحل بالتنظيم والمراقبة وإنشاءالميناءالجديد مراسلون وعن بعض أسبابه المباشرة وغير المباشرة قلنا إن ما حصل يطرح من جديد الواقع السيئ للنقل بين طرطوس وأرواد وكفاءة الزوارق التي لا يتقيد الكثير منها بالشروط المطلوبة إضافة لموضوع سوء التنظيم وغياب الجهة المعنية عن هذا النشاط الخدمي والسياحي الهام.. اليوم نعود لنفس الموضوع في ضوء ما توصلت إليه لجنة موسعة شكلها السيد مدير عام الموانئ العميد غازي حمدان برئاسته بناء على ما نشرناه ونشرته الصحف الأخرى وعلى الفاكس الصادر عن السيد وزير النقل يرقم 3680/2 تاريخ 7/4/2009 حيث ضمت كلاً من رئيس غرفة الملاحة البحرية السورية السيد عبد القادر صبره والخبير البحري الدكتور المهندس رامي حوا ورئيس مجلس بلدة أرواد السيد علي نجم والمهندس علاء سليمان والمهندس عادل جركس وعدد من ضباط الموانئ.. وقد اجتمعت اللجنة صباح 8/4/2009 وبعد المناقشة توصلت اللجنة إلى النتائج التالية: أولاً: الوضع الفني للزورق ضمن إجراءات المديرية العامة للموانئ، القيام بالكشوف السنوية على الزوارق لمنحها التراخيص اللازمة للإيجار، والتأكيد من الجاهزية الفنية وتوفر معدات السلامة على متنها فقد تم الكشف على الزورق المذكور (عبد القادر 455/ر) بتاريخ 9/1/2008 وكانت حالته الفنية جيدة وجميع أدوات الإنقاذ والنجاة متوفرة.. كما تم بالإضافة إلى ذلك الكشف على الزوارق فقد بداية هذا العام حيث تم الكشف على جميع الزوارق العاملة لنقل الركاب ما بين طرطوس وأرواد وتحديد عدد الركاب المسموح به لكل الزوارق وجاهزيته الفنية. وبالكشف الميداني الذي تم في ميناء الصيد والنزهة في طرطوس (الطاحونة) تبين أن حالته الفنية جيدة في البدن والمحركات مع وجود معدات السلامة المطلوبة. ثانياً: عدد الركاب تم تحديد عدد الركاب بـ/25/ راكباً.. وكما أفادنا رئيس الجمعية التعاونية لنقل الركاب السيد علي نجم وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم الدور وعدد الركاب في ميناءي أرواد والطاحونة بالتنسيق مع رؤساء الموانئ المعنية بأن الزورق المذكور قد خرج من ميناء أرواد بشكل نظامي ولا يتجاوز عدد الركاب فيه /25 راكباً/ وهو العدد المسموح به حسب الرخصة الممنوحة ، أما بالنسبة لتوفر معدات السلامة فقد تم الاستماع إلى أقوال مجموعة من الركاب الذين كانوا على متن الزورق( نذكر منهم: أحمدعلي الحاج - روعة سعد الدين) وأفادوا بأنه تم استخدام جاكيتات الإنقاذ والأطواق وهذا ما يدل على توفر معدات السلامة. ثالثاً: آلية حصول الحادث من خلال إفادة الركاب أنه بتاريخ 6/4/2009 وقبل الوصول إلى مدخل مرسى الطاحونة بحوالي/100/ متر هبت عاصفة مفاجئة أدت إلى درفلة عرضية للزورق بشكل مفاجئ (وهذه الهبات معروفة باسم الردات الربيعية) ما أدى إلى سقوط بعض الركاب الذين كانوا يجلسون على ظهر الزورق إلى البحر .. وقد قام ربان الزورق بالمناورة لجعل الزورق في وضعية مناسبة لحركة التيارات البحرية وحماية الركاب في الماء.. كما قام الراكب أحمد علي الحاج بالنزول إلى الماء كونه الوحيد الذي يجيد السباحة ومن أهالي جزيرة أرواد، وبالتوازي قامت المواطنة روعة سعد الدين العاملة لدى شركة الجندي للمحروقات والتي كانت على متن الزورق المذكور بإلقاء جاكيتات الإنقاذ والأطواق إلى البحر حيث تم انتشال جميع الذين سقطوا في الماء وعددهم ستة (إثنان منهم فارقا الحياة) وقد تم الاتصال مباشرة مع رئيس دائرة ميناء أرواد من قبل المواطنة روعة حيث تمت متابعة عملية الإنقاذ من قبله وتم إرسال زوارق للمساعدة في العملية واستدعاء سيارات الإسعاف حيث قامت هذه الزوارق بتقديم المساعدة الممكنة. رابعاً: تنظيم عمل الزوارق يتم تنظيم الزوارق العاملة ما بين أرواد وطرطوس بالتنسيق والتعاون ما بين رئاسة الميناءين والجمعية التعاونية لنقل الركاب من حيث تنظيم الأدوار وعدد الركاب.. بالإضافة إلى أن المديرية العامة للموانئ تطبق الأنظمة والقوانين الوطنية التي تضمن سلامة الأرواح والمعدات وذلك بإجراء الكشوفات الفنية الدورية والتأكيد بموجب توجيهات دائمة بالالتزام بتطبيق المعايير التي تؤمن السلامة وكان آخر كتاب هو الهاتف المسجل رقم/429/ تاريخ 23/3/2009. النتائج: 1- إن الحادث كان نتيجة هبوب رياح مفاجئة وشدة بحر قدرت ما بين /5-7/ بيفورت حسب معلومات من إحدى السفن الموجودة في مرفأ طرطوس وطبقاً لجهاز الفاكس.. بالإضافة إلى وجود الأشخاص على ظهر الزورق (وهي ظاهرة موجودة بكثرة في زوارق النزهة ونقل الركاب ولا يمكن السيطرة على هذا الموضوع بعد خروج الزورق من الميناء) . 2- إن الزورق كان في حالة فنية جيدة ومعدات السلامة متوفرة على متنه وذلك من خلال إفادات الركاب والكشف الميداني على الزورق . 3- إن رئيس الزورق قام بعمله على أكمل وجه وهو مؤهل وقد خضع لدورة تدريبية لقيادة الزوارق ونجح في الامتحان كما هو مبين في القرار /77/ تاريخ 31/3/2009. توصيات: 1- الطلب من المديرية العامة للموانئ دراسة إمكانية تركيب درابزون على مقدمة ومؤخرة الزوارق وفقاً للشروط الدولية. 2- التأكيد على رؤساء الموانئ بعدم السماح لزبائن بالإبحار عند وجود أي من الركاب خارج الأماكن المخصصة للجلوس. 3- الإسراع بإنهاء أعمال المرسى البديل عن ميناء الطاحونة الذي يقع مباشرة شرق جزيرة أرواد لتحقيق مرسى آمن وليتسع لأكبر عدد من الزوارق ويؤمن دخولاً وخروجاً آمناً لها في مختلف ظروف البحر. لنا كلمة: بغض النظر عن تشكيك البعض بما ورد في محضر اللجنة من معلومات واستنتاجات نؤكد من جديد أن وضع زوارق النقل بين طرطوس وأرواد بالعكس غير مقبول من كافة الجوانب باستثناء الجانب المتعلق بالاتزان فقد يكون هذا الجانب جيداً فعلاً في ضوء الخبرة المتميزة للأرواديين وبالتالي نقول إن شكل هذه الزوارق يحتاج إلى معالجة تليق بالسياحة وعدد الزوار الكبير الذي يزور الجزيرة ،وعدم وجود حماية لمن يريد أن يجلس على ظهر الزورق للاستمتاع بالبحر هو أيضاً يحتاج إلى معالجة جذرية فلو كانت الحماية موجودة لما وقع الأشخاص في البحر.. وموضوع التنظيم ولاسيما أيام العطل والأعياد وكذلك العدد الذي يقله كل مركب هو الآخر يحتاج إلى مراقبة ومعالجة . وقضية ميناء الطاحونة المليء بالرمال والطمي تحتاج إلى معالجة إسعافية وإنشاء الميناء الجديد الذي سيحل محل الميناء الحالي، فالجميع يؤكد أن الميناء الجديد سيكون الحل والمنقذ الحقيقي لأرواد وزوارها وإلى جانب تعزيل وتأهيل ميناء أرواد الحالي .. وموضوع الزوارق الحديثة المسجلة والمرخصة أصولاً لنقل السياح يجب أن يعالج أيضاً بعيداً عن الحساسيات الشخصية ولاسيما أنها زوارق في معظمها أنيقة وجيدة وتتوافق مع متطلبات السياحة.
|