ليلنتال : هذه أسرار المؤامرات الصهيونية في الأمم المتحدة
شؤون سياسية الخميس 23-4-2009 عرض: حكمت فاكه منذ ظهور فكرة الصهيونية إلى الوجود بكل ما تحمله هذه الفكرة من مشروعات ضد السلم العالمي والأمن الدولي والأقلام تتبارى في الكتابة حول أهداف هذه الحركة.
وما يميز كتاب ألفريد ليلنتال أسرار المؤامرات الصهيونية في أروقة الأمم المتحدة أنه يعد الوثيقة الأولى التي تفضح لعبة الصهيونية في تحرير مشروع التقسيم الذي عرض على هيئة الأمم المتحدة عام 1947 والخاص بتكوين دولة يهودية في فلسطين، حيث يبدأ المؤلف وهو أميركي الجنسية يهودي الديانة كتابه بالتمييز بين الديانة اليهودية كمعتقد إيماني ومفهوم الصهيونية كحركة متطرفة هدفها السيطرة على العالم حيث يوضح المؤلف هذا التشابك بين المعنيين الديني والسياسي قائلاً: إن هذا التشابك لعب دوراً خطيراً في إحداث البلبلة والفوضى في أوساط اليهود وجعل غلاة الصهاينة يعتبرون أي أزمة تتعرض لها إسرائيل وكأنها أزمة الشعب اليهودي بأسره، ويعترف المؤلف بأن تاريخ اليهود مملوء بالإرهاب وبسبب هذا التاريخ عانى اليهود من اضطهاد المسيحيين حتى إنهم عاشوا في أوروبا داخل أحياء خاصة تحيط بها جدران عالية تسمى الجيتو والفترة الوحيدة التي شعر بها اليهود بالأمان والحرية وتقلدوا مناصب رفيعة ومارسوا تجارتهم بحرية تامة كانت في ظل الدولة الإسلامية بالأندلس.
ويتطرق المؤلف إلى أول مؤتمر صهيوني عقد في مدينة بال السويسرية والذي خرج بجملة قرارات على رأسها إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لتبدأ منذ ذلك الوقت عاصفة الصهيونية ولعبتها النارية بما في ذلك إسقاط الخليفة العثماني السلطان عبد المجيد الثاني والوقوف مع ألمانيا في الحرب العالمية الأولى ضد قيصر روسيا سعياً للحصول على وعد منها بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وعندما لم يحصلوا عليه تحولوا إلى بريطانيا فحصلوا منها على وعد بلفور المشؤوم وفيما بعد اعترف تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بهذا الأمر قائلاً: إن بريطانيا ضمنت هذا الوعد مقابل الخدمات التي قدمها لها اليهود وبموجب تلك الصفقة اعترفت لندن بـالوكالة اليهودية كهيئة رسمية تنطق باسم اليهود ثم قامت الوكالة بتوفير الأرضية لإقامة الدولة بما في ذلك بناء المستعمرات والاستيلاء على الأرض والسيطرة التدريجية على بعض المدن واستقطاب الهجرات اليهودية وزودت بريطانيا الوكالة بالأسلحة الحديثة ومن هنا بدأت الصورة الأولى لمشروع التقسيم حيث ادعت بريطانيا أنها عاجزة عن حل المشكلة بين العرب واليهود وأنه لابد من رفع الأمر إلى هيئة الأمم المتحدة.
وبانتقال المشكلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة بدأت الوكالة لعبتها الحقيقية، فبعد أن أدركت أن هناك أصواتاً ستعمل على إفشال المشروع في حالة التصويت عليه بسب وقوفها إلى جانب الحق العربي وهذه الأصوات هي: هاييتي وسيام وليبيريا والفلبين لذلك فوجئ الأعضاء وهم يتجهون إلى موعد انعقاد الجلسة بتأجيلها 48 ساعة، وذلك لإعطاء فرصة للوكالة اليهودية لإجراء اتصالات واسعة مع مندوبي الدول المعارضة للمشروع وإقناعها بالموافقة بوسائل الإغراء والضغط والتهديد ويصف أحد المندوبين الضغط اليهودي قائلاً: ما تعرضت في حياتي لمثل هذا الضغط والإغراء اللذين تعرضت لهما خلال الأيام الثلاثة التي سبقت طرح مشروع التقسيم للتصويت، ويكشف المؤلف جانباً مهماً في هذا الموضوع وهو أنه تمت الموافقة على المشروع رغم الأصوات التي حاولت شرح موقفها المعارض للمشروع والتي تمثلت في كلمة مظفر الله خان وزير خارجية باكستان. وفيما كانت الصهيونية ماضية في طريقها، ظهرت بعض الأصوات اليهودية محذرة من خطر الأهداف الصهيونية ومن هذه الأصوات صوت الدكتور يهوداماغنز رئيس الجامعة العبرية عندما ما قال: إن الصهيونية تحاول أن تضع الشعب اليهودي كله تحت نفوذها بالقوة إنهم قتلة.. إنهم عصابة من الرجال والنساء وفي حديث آخر يقول: إن الوزر الأكبر يقع على عاتق الأميركيين الذين ساندوا هؤلاء الإرهابيين وفي عام 1952 عندما عرض بنغوريون على آلبرت أنشتاين منصب رئاسة إسرائيل فتلقت إسرائيل صفعة عندما رفض انشتاين ذلك المنصب وقال: إن فكرة إنشاء دولة يهودية لا تلقى هوى في نفسي إذ لا أفهم الحاجة إلى قيامها وأقول :إنها نبتت في رؤوس فريق من اليهود أصحاب العقول الضيقة، وأرى أنه من الخطأ الكبير التفكير في إنشاء مثل هذه الدولة التي كنت وما زلت ضدها.
|