وينسب الابتكار الإبداعي إلى فنان إيطالي من عصر النهضة هو: انيبال كاركشي (1560 - 1609) وكان ينفذ إلى الفكرة الموجودة خلف المظهر الخارجي للشخصية، وهكذا يفعل فنان الكاريكاتور عندما يعرض جوهر وروح الشخصية المراد رسمها.
ومن رسامي الكاريكاتور اللامعين في القرن السابع عشر «برنيني» الفنان الإيطالي، ولكن أول فنان اعتمد على الكاريكاتور لكسب عيشه هو (بيير ليون غزي: 1674 - 1755).
أما الكاريكاتور السياسي، فقد ظهر في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الثامن عشر في أوروبا، وبلغ حد الكمال على أيدي بعض الفنانين البريطانيين: جيمس غيلراي وجورج كرويكشاند.
على كل حال فإن الفنان الفرنسي هنري دومييه (1808 - 1879) يعد أعظم رسام كاريكاتور في العالم، وكان في الآن ذاته مصوراً زيتياً.
الكاريكاتور.. في التاريخ
يقول أحمد عبد النعيم في كتابه «حكايات في الفكاهة والكاريكاتير» كانت الرسوم الساخرة القاسم المشترك في الحضارات المختلفة عبر التاريخ، بل كانت أداة لتفريغ شحنة الغضب داخل الفنان الأول، ففي آثار الفراعنة الكثير من الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من الأوضاع المقلوبة داخل المجتمع، فالكاريكاتور الفرعوني أسهم في توصيل صورة واضحة لبعض عناصر السخرية من تردي الأوضاع ولعل أبلغ مثال كان في بردية الأوضاع المقلوبة في نهاية الأسرة التاسعة عشرة وبداية الأسرة العشرين، كذلك أثناء حكم الملكة «حتشبسوت» عندما استطاع الأسطول المصري الوصول إلى بلاد (بونت) وتصور البردية ملك بونت وزوجته في صورة ساخرة.
ويحفظ المتحف البريطاني بلندن رسماً ساخراً يصور ذئباً وقطاً يرعيان الغنم ويرجع الرسم الكاريكاتوري إلى عصر الرعامسة (1305 - 1080) قبل الميلاد، أما متحف تورينو بإيطاليا فيحتفظ برسم ساخر يصور جيشاً من الفئران يهاجم قلعة للقطط عصر رمسيس الثالث، وهو الرسم الذي يذكرنا بأسطورة القرن العشرين لديزني ميكي ماوس، وإذا كان المصريون القدماء عرفوا الفن الساخر في وقت مبكر، فالإنسان الأول البدائي عرف الرسوم الساخرة عندما أمسك بالحجر الصوان ليجسد معاناته في صيد فرائسه، وهو الأمر الذي يدعو إلى التفكير في أن حضارات أخرى قد تشترك مع المصريين في نفس المعنى.