تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجزء الرابع أنطولوجيا الشعر السوري.. حساسية الثريد والغنائم

ثقافة
الخميس 23-4-2009م
فايز حمدان

ما قامت به احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008م من إصدارات تضمنت أنطولوجيا الشعر السوري بأجزائها الأربعة

جهد لا بد أن تشكر عليه، فهو يؤسس بشكل ما نواة لمكتبة تغطي المشهد الشعري خلال القرن الماضي حتى بداية الألفية الثالثة، وهو أيضاً تكريس لقصيدة النثر الغائبة عن المناهج المدرسية وحتى عن ما يدرس في كلية الآداب قسم اللغة العربية.‏

هذه الأنطولوجيات شأن سابقاتها ستخلق جدلاً واسعاً وزوابع تخلط الأوراق، المتتبع للمشهد الثقافي في سجالاته سيلحظ نقداً وهجوماً على أنطولوجيا 1980-2008 هل لأنها حقبة شعرية وعرة وشائكة لم تأخذ نصيبها من النقد؟ أم أن هناك تصفية حسابات؟ في نظرة سريعة على ما كتب سنلاحظ غياب أسماء مهمة من جيل الثمانينات ونسيان أحد أهم مظاهر الحراك الشعري كالملتقى الأدبي في جامعة حلب، ومجلة ألف كما غابت الخبرات الكافية والمحبة وحضرت ثقافة الغزو والغنائم وكأن معدي الأنطولوجيا لا يعنيهم الموضوعية والحيادية والبحث والتشاور مع أصحاب الشأن من شعراء ونقاد ومؤسسات ثقافية وأصحاب دور نشر.‏

لقد نظر للأمانة العامة لاحتفالية دمشق علىأنها مركز لتوزيع الإعاشة، كما أن المعيار النقدي الجمال الحداثي والذائقة الشخصية التي لا تعتمد القمعية لمعدة الأنطولوجيا انحازت لقصائد الثريد والمضارب لشاعر أغلقت دائرته الشعرية بثلاث مجموعات بحجم كتاب الجيب ولا يتجاوز عدد صفحاتها مجموعة شعرية واحدة، على حساب قصائد صادمة ذات لغة جديدة فسادت حساسية الثريد والغنائم عوضاً عن حساسية جديدة طالما طبلوا وزمروا لها، كما ذكرت جملة أخطاء أخرى لست بصدد تعدادها.‏

ولم ينس أيضاً من دافع عن الأنطولوجيا تقديم التحية والشوباش ومن السطر الأول لمعدة الأنطولوجيا ورشقها بالورود دون أي إجابة منطقية عن الأخطاء التي أشير لها في أكثر من منبر. كان كلام تهويم لا يستند لحجة مقنعة ورؤية نقدية صائبة مليء بجمل ثقب الباعة آذاننا في ترديدها.‏

هل بات مطلوباً من الشاعر أن يكون مشرفاً على مهرجان شعري حتى يلقب بـ شاعر من الوزن الثقيل؟ هل عليه أن يعمل موظفاً في أحد الأقسام الثقافية ويسند ظهره بجدار مبنى الجريدة حتى نصفق له ونصرخ برافو! الشعراء يتحاربون ولا أحد يقرأ لهم أو يعرفهم في زمن أصبح الشعر فيه شبهة وفي مناوبتهم الليلية يجندون صحيفة نصف شهرية في صفحة تعنى بمختارات شعرية من الانترنت، كان لها هذه المرة دور فدائي في الدفاع عن معدي الأنطولوجيا لكن الشاعر يستطيع أن يعد بدل العشرة أسماء عشرات الشعراء ويقرأ لهم أيضاً، الشعراء يتحاربون وأنطولوجيا الشعر السوري باتت مكدسة على بسطات الرصيف دون حتى نظرة عابرة بينما على زاوية الرصيف نفسه ثمة شاشة تلفزيون صغيرة تزدحم بالعابرين الذين يشاهدون سارية السواس، كانت الحاجة ملحة لتشكيل لجنة حيادية وموضوعية بذائقة وأمزجة شعرية متنوعة، لجنة تتجاوز ثقافة الغزو والغنائم والشللية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية