|
الفتنة (1) صفحة اخيرة وضع الشيخ لحيته تحت اللحاف وأسبل جفنيه لينام فلم يستطع. وضعها فوق اللحاف وأغمض عينيه بلا جدوى. وكرر المحاولة: فوق, تحت.. لعله يتذكر أين كان يضع لحيته فخانته ذاكرته, وهرب النوم من عينيه, وانتابه أرق شديد قض مضجعه.. تماماً كما أصيبت المعارضة (والموالاة!) في لبنان. اغتيل الحريري: وبعد سماع خبر الاغتيال بساعات أعلن وزير خارجية إسرائيل سلفان شالوم في فرنسا اتهام سورية ولما يلح بعد أي دليل! وتبعته المعارضة اللبنانية, تساندها أميركا التي وجدتها فرصة لتزيد من ضغطها على سورية بسبب مواقفها القومية والدولية, وباركتها فرنسا التي انبطحت أمام أميركا حفاظاً على مصالحها. كما أجمعت على ذلك الصحف الإسرائيلية, وبعض الصحف الغربية كالديلي تلغراف البريطانية.. وهبط على أولئك الدهاقنة وحي الصحوة اللبنانية, ونصبوا الخيام حول الضريح, وراحوا يحجون إليه, ويطوفون حوله, ويعبئون الناس: جعلوه كعبة المسلمين, وقدس المسيحيين.. يمنح الحاج قطعاً من الدولارات ويستضاف آكلاً شارباً, نائماً.. وحيداً أو مع صديقته إن شاء. وسموها ثورة المليون.. وصبوا نقمتهم العارمة على السوريين الغرباء, الطغاة, المحتلين.. لا يفرقون بين من يضع على رأسه خوذة وبين من يحمل معولاً يعتاش منه ليساهم في إعادة البناء; و(الثائرون هم أنفسهم) الذين ورطوا بعض ضعاف النفوس من السوريين بالخطأ, وتمرغوا معهم فيه, والثائرون هم أول من مسحوا أيديهم بالجدران, وتبرؤوا من الخطأ. وحاروا أين يضعون لحاهم: تحت لحاف العرب الذين يستقبلون سياحهم, ويصدرون إليهم بضائعهم وعمالتهم وفنانيهم, ويرجعون إليهم في الملمات? أم تحت لحاف الغرب الذي يستقوون به, مدركين أنه يستغلهم من أجل تحقيق مصالحه? أم تحت لحاف الفينيقيين الذين يتباهون بهم ويعلنون أنهم ينتمون إليهم (وحدهم!)?. في 14 شباط 2005 اغتيل الحريري والجميع في سورية ولبنان اسفوا عليه وأحسوا أنه خسارة فادحة. ولكن: قبله صلب السيد المسيح. وحوالى 410م مات القديس مارمارون أبو الكنيسة المارونية. وفي 11ه¯ 632م مات النبي محمد (ص). وفي 13ه¯ 634م مات أبو بكر المؤسس الثاني للدولة العربية الإسلامية. وفي 23ه¯ 643م اغتيل عمر بن الخطاب الذي بدأ بالفتوحات التي وصلت فيما بعد الى حدود الصين, وحدود فرنسا. وفي 36ه¯ 656م قتل عثمان بن عفان الذي افتتحت في عهده أرمينيا والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وأفريقيا وقبرص, وأتم جمع القرآن. وفي 40ه¯ 661م قتل علي بن أبي طالب ابن عم النبي (ص) وزوج ابنته, وهو أول من أسلم من الصبية وهو الذي فدى النبي (ص) بنفسه ليلة الهجرة. وفي 1193م مات صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس, وفي عام 1951 اغتيل بطل الاستقلال في لبنان ورئيس الوزراء الأسبق رياض الصلح. وفي 1970 مات جمال عبد الناصر الذي أمّم قناة السويس. وفي 1978 مات الهواري بومدين الذي جعل من الجزائر قوة سياسية واقتصادية عربية عظيمة. واغتيل عبد الحميد كرامي, وكمال جنبلاط. أولا يشبه هؤلاء أولئك الذين قتلوا عثمان, وأثاروا الفتنة, ثم حملوا قميصه المدمى, وطافوا به في الآفاق يطالبون بدمه.. ألا يشبهون هؤلاء الدهاقنة الذين حملوا قميص الحريري يطوفون به في المحافل الدولية يستجدون العطف والتأييد?. ألم يقلْ قائلٌ منهم -هم أنفسهم-: قامت دولة الحريري على المال, وسقطت على المال? أولا يسيء هؤلاء الدهاقنة -بمبالغاتهم- إلى الحريري البريء منهم, وإلى أهله وذويه ومحبيه..? وهل ابتدأ تاريخنا بطوفان نوح وانتهى بفجيعة اغتيال يتبع. anhijazi@scs-net.org "الله?. يتبع. anhijazi@scs-net.org "رحمه يتبع. anhijazi@scs-net.org "الله?. يتبع. anhijazi@scs-net.org ">الحريري يتبع. anhijazi@scs-net.org "الله?. يتبع. anhijazi@scs-net.org "رحمه يتبع. anhijazi@scs-net.org "الله?. يتبع. anhijazi@scs-net.org
|