محمية »الأرز والشوح« التي تطل على بلدة صلنفة السياحية, تنفرد بالكثير من الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض, ورغم اكتشاف العديد من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة فيها خلال السنوات الأخيرة لكنها لم تسجل بعد.
في لقائنا مع رئيس دائرة الحراج في زراعة اللاذقية المهندس مقداد العجي أشار إلى أن مساحة المحمية تبلغ 1350 هكتاراً وأعلى قمة فيها 1580 متراً, تتوزع على عدة هضاب وتلال يتراوح ارتفاعها من 1100 وحتى 1580 متراً عن سطح البحر, وأعلنت محمية بيئية طبيعية بالقرار الصادر عن وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي رقم 19/ت تاريخ 22/6/1996.
تحتوي على الأرز الذي لا يشكل في سورية غابات نقية ممتدة على مساحات كبيرة بل يوجد على شكل بقع متناثرة, فهناك بعض الأفراد الشجرية الجميلة المستقيمة العملاقة.
مضيفاً: يهيمن على المحمية المناخ المتوسطي الذي يتميز بمعدل أمطار قليل صيفاً يترافق مع درجة حرارة مرتفعة تؤدي إلى فترة جفاف بين 3-4 أشهر (حزيران -تموز -آب -أيلول) وهذه الحالة لها أهمية بيئية عالية على مستوى الأنواع الاحيائية والنظام البيئي.
ويعتبر سقوط الثلوج وانخفاض درجة الحرارة شتاء من الخصائص الرئيسية الأخرى للمناخ إذ يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى -10 درجات مئوية ويتراوح معدل درجة الحرارة الصغرى للأشهر الأكثر برودة (كانون الثاني وشباط) ما بين 0,8-2,4 درجة مئوية وذلك بحسب الارتفاع واتجاه السفح.
تستقر أراضي المحمية على بنية جيولوجية مكونة من الكلس القاسي والكلس الدولوميتي التي تعود إلى العصر الجوراسي وهذه البنية تشكل النواة الأساسية لسلسلة الجبال الساحلية السورية بينما متوسط عمق التربة فيتراوح من 15-105سم.
وأما عن النظام البيئي فيها فيقول أ.العجي: إن المحمية تسمح لنا بتمييز البيومناخي الرطب العلوي البارد, ويعتبر النظام البيئي في المنطقة هشاً بالرغم من وجود بعض الاشجار الكبيرة ذات الحيوية الجيدة التي لا يتجاوز عمرها الوسطي /60/ عاماً.
ولا تتجاوز التغطية النباتية الشجرية 40-50% من المساحة الكلية, وتتميز الغابة بتلاؤمها مع البيئة التي تعيشها من حيث كثرة الأمطار وتوفر الرطوبة الجوية والضباب والغيوم على مدار العام تقريباً والتي تزيد من قيمة المنطقة من ناحية الرطوبة وتخفف من معدل التبخر, وهذا ما يكون له الدور الأساسي في بقاء وحياة أشجار الشوح أليفة الرطوبة, أما بادراتها فهي أليفة الظل حيث تعيش في ظل الأمهات أو تحت ظل أشجار الشرد والصلع.
وتتمتع محمية (الأرز والشوح) بتنوع بيولوجي حيث يقدر عدد الأنواع النباتية فيها نحو /142/ نوعاً (كالصلع الشرد, المرجان عريض الورق, النبق المسهل, القيقب الطوروسي, العد ريش, القيقب المازندراني) وهذه أنواع نادرة.
بينما (السنديان اللبناني, الغبيراء الممغصة, السفرجلية مستوطن, السنديان الأرزي, السنديان البرانتي, الفاوانيا, الأتروبا (ست الحسن) مستوطن -الأرونلريا مستوطن, الصابونية).
فهي مهددة بالانقراض..
يضاف إلى هذا التنوع النباتي العديد من الأنواع السحلبية والتريديات النادرة والمهددة والفطور المتنوعة والعديد من الأصول الوراثية للأشجار المثمرة من الإجاص البري والتفاح البري والمحلب والزعرور وخوخ الدب واصطراك طبي, قرانية, تفاح ثلاثي الفصوص, دافنة لبنانية, سوسن أصفر, سرخس دريقي, روبيا, توليب, السوسن الأزرق, والعشرات من الأنواع النباتية المختلفة والمهمة علمياً وطبياً.
كما تأوي المحمية العديد من الكائنات الحيوانية التي يقدر عدد أنواعهاب/120/ نوعاً من مختلف صنوف الفقاريات, فمن الثدييات نذكر الذئب -الثعلب -الضبع -الخنزير البري -السنجاب -الغزال الجبلي الذي ما زال في تلك المنطقة ومحيطها والأيل الأسمر وفأر الغابات والخلد والقنفذ, السلمندر.
ومن الطيور المتنوعة نذكر الشحرور -أبو الحن -العصفور الدوري -الغراب الأبقع -أبو زريق -القرقف الكبير -العصفور الخضيري -الغراب الزيتوني (الشقراق -الباشق -النسر الأقرع -البومة الصغيرة..)
يرتاد المحمية الكثير من السائحين للتعرف عليها وعلى أصنافها النباتية النادرة والحيوانية الأندر.. لكن ندعو الجميع لحمايتها والحفاظ على تنوعها الحيوي والابتعاد عن إشعال الحرائق ضمنها أو رمي أعقاب السجائر لتنام بين أشجارها الغيوم..