إن تشويه سمعة قائد حزب الليكود من قبل معارضيه ليست بالأمر الجديد, وأنه يرمي إلى إظهار المرشحين الآخرين وكأنهم يختلفون اختلافاً جذرياً عنه, وإن أياً منهم أفضل منه لكنهم في ذلك يحاكون أسلوباً طالما اتبعناه في مسيرتنا مثل شجبنا لإقامة ووجود الحواجز العسكرية في الوقت الذي لا نرى فيه أي تثريب جراء إنشاء المستوطنات وتوسيعها على الرغم من أن كلا الأمرين يفتقران للشرعية, ومن غير المسوغ النظر إلى واحد منها خلافاً للآخر, ذلك ما ينطبق على الموضوع الذي نحن بصدده الآن, حيث يتماثل المرشحون جميعاً بتوجيهات واحدة, ولا وجود لفوارق جوهرية لديهم حيث لم نجد أياً منهم قد أعلن الرغبة الحقيقة في تحقيق السلام, أو إنهاء الاحتلال, مثلهم في ذلك مثل نتنياهو الذي يدعو الجميع للتهيب والتحسب منه, علماً بأنه عندما كان في موقع الرئاسة التقى عرفات ووقع على اتفاقية الخليل , وكغيره لم يحقق السلام وعندما خلفه إيهود باراك ثم أرئيل شارون ثم إيهود أولمرت لم يخط أي منهم خطوة واحدة تقربنا من السلام.
ألقيت اللائمة على نتنياهو نتيجة لإقدامه على فتح السور الغربي, الأمر الذي أدى إلى مقتل العشرات, وكان نصيره في هذا التصرف إيهود أولمرت الذي كان يشغل منصب محافظ القدس حيث لم يتلق لوماً على غرار ما تلقاه رئيس حكومته.
لقد كان كلام أولمرت مقبولاً لدى محبي السلام أكثر من نتنياهو لأنه دخل في المفاوضات واستضاف محمود عباس وأرسل مبعوثين إلى تركيا بهدف التفاوض مع سورية, لكن الواقع يؤكد أنه لم يخط خطوة فعلية نحو السلام , بل عمد إلى زيادة البناء للمستوطنات وتوسيعها يضاف إلى ذلك التعامل الوحشي الذي دأب على اتباعه يقابل ذلك أن نتنياهو لم يقدم على حرب عبثية على غرار الحرب التي خاضها أولمرت ضد لبنان.
إن ما أتينا على ذكره من أمور لا نهدف منها كيل الثناء لنتنياهو ذي الايديولوجية التي تنهج إلى وجود دولة واحدة ذات صفة عنصرية,ولكن لنقول إن الشيطان نتنياهو لا يختلف عن الآخرين وعلينا أن نخشى من موفاز لأن يديه ملطختان بالدماء أكثر من نتنياهو الذي سبق ون سعى لبحث موضع الانسحاب من الجولان, أما موفاز فإنه لا يؤمن إلا بالسلام مقابل السلام ويتوعد بشن حرب في الشمال .
لقد حول موفاز القوات الإسرائيلية المسلحة إلى عصابات تبث الرعب في الأراضي المحتلة علماً بأن بعض دول العالم تنظر إليه باعتباره مجرم حرب, وفي حال انتخابه لرئاسة الوزراء فإنه من المتعذر عليه زيارة تلك البلدان التي تنظر إليه بتلك الصفة تحسباً من اعتقاله, إن أي جهة في »إسرائيل« لم تسائله عن تراخية في إعداد القوات المسلحة لخوض حرب مثل الحرب الماضية, ومع ذلك لا ينظر إليه كشخص سيئ مثل نتنياهو.
ليس هناك من مبرر للخشية من نتنياهو أكثر من باراك عند استلام باراك لمقاليد وزارة الدفاع عمد إلى إطلاق العنان للقوات الإسرائيلية لفعل ما تشاء في غزة, كما أنه المبتكر لعبارة »عدم وجود شريك فلسطيني« وهو الذي قضى على البقية الباقية من معسكر السلام الإسرائيلي, وها هو اليوم يعود إلى سابق عهده الإجرامي بهدم المباني بدعوى أنها لمسلحين وفي ضوء ما ورد ذكره نتساءل إن كان بمقدورنا الاعتماد عليه أكثر من نتنياهو? لكنه وعلى الرغم من كل الأمور المثارة بحقه فإنه لا يعتبر شخصاً مخيفاً, ماذا عن تسيبي ليفني? بالتأكيد ليس ثمة خوف منها على غرار الخوف من نتنياهو على الرغم من أنها تعتقد بأن المحادثات مع الفلسطينيين والسوريين تسير بسرعة أكثر مما يجب, وبذلك فإنها ترى »بعد أربعين عاماً من الاحتلال وسفك الكثير من الدماء« بأن المحادثات تسير بسرعة غير مرغوب بها, تلك هي الخيارات المطروحة أمام الإسرائيليين وهؤلاء هم المرشحون لخلافة أولمرت, الذين لم نجد أياً منهم قد أفصح عن أي ايديولوجية على الرغم من أن أحدهم قد فشل في مهمته, وتسبب في الانتفاضة الثانية والآخر كان رئيساً لهيئة الأركان ثم وزيراً للدفاع وعرف بوحشيته المدمرة, أما وزيرة الخارجية التي وصفت بالاعتدال فأنها لم تسع لتحقيق أي تقدم نحو السلام, ومع ذلك فإن نتنياهو الوحيد بينهم الذي ينظر إليه بنظرة الكراهية على الرغم من أنه ليس أسوأ من المرشحين الآخرين, لقد أبرزت بعض وسائل الإعلام تسيبي ليفني واعتبرت أخرى بأن موفاز شخص منطقي وفي بعض الأحيان تكرس الدعم والتأييد لباراك, وبقيت الخشية والتهيب مقتصرة على الشيطان نتنياهو على الرغم من أنهم جميعاً متماثلون فيما يبتغونه فلماذا?