أعرب مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاسرائيلية عن تخوف وزارته من أن تتأثر العلاقات الروسية-الاسرائيلية جراء وقوف إسرائيل مع جورجيا في الحرب المذكورة .هذا في الوقت الذي هاجم فيه مسؤول الشاباك تصريح المسؤول في وزارة الخارجية مدعيا بان تصريحه يضر بالمصالح الاسرائيلية ,قال وزير الحرب باراك ان الجيش الإسرائيلي يساعد القوات الجيورجية في بناء قدراتها العسكرية ,فيما صرحت وزيرة الخارجية ليفني ان إسرائيل قررت مواصلة تصدير الأسلحة الى جورجيا وقالت ليفني لصحيفة يديعوت احرنوت ان إسرائيل أوضحت منذ بدء المعارك في اوستينيا الجنوبية أنها : تعترف بالسيادة الجورجية على أراضيها وهذا الموقف ليس جديدا واعتبرت ان العلاقة مع تبليسي وموسكو لم تتأثر بالتطورات العسكرية الأخيرة .
وكشف التلفزيون الإسرائيلي أن قائد القوات الاسرائيلية في الشمال إبان الحرب العدوانية على لبنان والذي تمت إزاحته عن منصبه على اثر فشل قواته في تلك الحرب غال هيرش قد عاد من جورجيا منذ فترة قصيرة قبل الحرب هناك بعد مهمة لمساعدة الجيش الجو رجي ,وفي هذا السياق أيضا تحدث مراسل التلفزيون الإسرائيلي العسكري ألون بن دافيد عن زيارة أخرى قام بها قائد سلاح الجو الأسبق الى جورجيا أيضا , ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت, معلومات حول أنواع الأسلحة التي باعتها إسرائيل لجورجيا, والأشخاص الضالعين في هذه التجارة .
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين إسرائيليين تخوفهم من أنه مقابل هذا الدعم العسكري الإسرائيلي لجورجيا, أن تدعم روسيا دولا عربية وإيران وتزودها بأسلحة يرى الإسرائيليون أن من شأنها أن تشكل خطرا على تفوق إسرائيل العسكري.
وأضافت يديعوت ان من بين أبرز الإسرائيليين الذين عملوا في تجارة الأسلحة مع جورجيا كان الوزير الأسبق ورئيس بلدية تل أبيب السابق ,روني ميلو, وشقيقه موشيه ميلو, الذي تولى في الماضي منصب مدير عام الصناعات العسكرية, والعميد في الاحتياط غال هيرش, الذي تم إرغامه على الاستقالة من الجيش في أعقاب حرب لبنان الثانية, واللواء في الاحتياط يسرائيل زيف, الذي كان قائد لواء المدرعات وقائد فرقة غزة العسكرية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية وكان أيضا قائد سرية المظليين لدى الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982. ويعمل هؤلاء الآن كرجال أعمال ويديرون شركات متخصصة في المجالات الأمنية, مثل المتاجرة بالأسلحة وتقديم خدمات واستشارات في المجالات الأمنية.وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أبرز صفقات الأسلحة التي أبرمتها الشركات الإسرائيلية مع جورجيا.
فقد أدخلت شركة إلبيت تحسينات على طائرات مقاتلة من طراز سوخوي-25 , المعروفة أيضا باسم سكوربيون وزودت الشركة هذه الطائرات بمقصورة طيار عصرية وأجهزة دفاع ذاتية وتمت ملاءمتها لإطلاق صواريخ وقذائف تتم صناعتها في الدول الغربية. كذلك باعت إسرائيل جورجيا طائرات صغيرة من دون طيار من طراز هرمس-450 من صنع إلبيت أيضا.
ويذكر أن الشركة التي أقامها الشقيقان ميلو كانت تمثل إلبيت في جورجيا وتستخدم طائرات هرمس- 450 لجمع معلومات استخباراتية وبإمكانها البقاء في الجو لعشرين ساعة متواصلة والتحليق بسرعة 170 كيلومترا في الساعة وأن تحمل أجهزة تصوير واتصالات وتحديد مواقع بواسطة أشعة ليزر بزنة 150 كيلوغراما.
كذلك باعت الصناعات العسكرية الإسرائيلية جورجيا قذائف صاروخية متنقلة من طراز لينكس, وهي منظومة صاروخية دقيقة ورخيصة الثمن نسبيا وطويلة المدى.
ويتم وضع منصة إطلاق هذه القذائف الصاروخية على شاحنة, وهي قادرة على إطلاق قذائف صاروخية لمسات تتراوح ما بين 45 و150 كيلومترا. وباعت إسرائيل جورجيا أيضا بنادق رشاشة من طراز تافور من إنتاج صناعات الأسلحة الإسرائيلية. كذلك باعت إسرائيل لجورجيا قذائف مضادة للمدرعات من صنع سلطة تطوير الأسلحة الإسرائيلية المعروفة باسم رفائيل.
ونقلت هآرتس عن ضابط إسرائيلي لم تذكر اسمه بل أشارت إليه بالحرف »ل«, كان يخدم في وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي وشارك في تدريب قوات جورجية, قوله إنه كان واضح بالنسبة له أن الحرب بين جورجيا وروسيا ستنشب لا محالة. ودرب الضابط الإسرائيلي قوات جورجية كمبعوث من قبل الشركتين الإسرائيليتين »غلوبال سي. أس. تي« التي يملكها اللواء في الاحتياط يسرائيل زيف, و»ديفنسيف شيلد« التي يملكها العميد غال هيرش. وذكرت هآرتس أن هناك عددا من الضباط الذين خدموا في وحدات النخبة الإسرائيلية, الذين جندتهم الشركتان وأرسلتهم إلى جورجيا مقابل مبالغ كبيرة.وقال الضابط «ل» إن «الأجواء في جورجيا كانت أجواء عشية حرب. حصلنا على مواد أساسية حول التوتر بين جورجيا وروسيا, لكن المعلومات الأساسية حصلت عليها من خلال محادثات مع الجنود (الجورجيين). وقد فهمت منهم الأوضاع في أبخازيا وجنوب روسيا. وبالنسبة لي, فإن المعارك الحاصلة في الأيام الأخيرة كانت أمرا متوقعا». وأشارت هآرتس إلى أن «ل» ومعه بقية الضباط عادوا إلى إسرائيل في شهر نيسان الماضي بعد انتهاء التدريبات في جورجيا.
من جهة أخرى ذكرت يديعوت أحرونوت أن مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لجورجيا بدأت قبل سبع سنوات وفي أعقاب مبادرة مواطنين جورجيين يهود هاجروا إلى إسرائيل وتحولوا إلى رجال أعمال. وأضافت الصحيفة أن «التعاون العسكري» بين إسرائيل وجورجيا تطور بسرعة, خصوصا على أثر تولي المواطن الإسرائيلي الجورجي الأصل, دافيد كازرشفيلي,شقيق الرئيس الجورجي وزارة الدفاع الجورجية, بعد عودته إلى موطنه. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني إسرائيلي ضالع في تصدير الأسلحة قوله إن «باب كازرشفيلي كان مفتوحا دائما أمام الإسرائيليين الذي حضروا إليه وعرضوا عليه منظومات أسلحة من صنع إسرائيل».
وفي السياق نفسه بلغ السجال بين المؤسسة العسكرية ووزارة الخارجية في اسرائيل أوجه فيما يتعلق باستمرار الدعم العسكري لجورجيا أو عدمه وتأثير ذلك على منظومة العلاقات الاسرائيلية بدول القوقاز من جهة والعلاقات الاسرائيلية- الروسية من جهة أخرى ,فقد ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية هذه الأيام , ان وزارة الخارجية الإسرائيلية أوصت بتجميد بيع أسلحة لجورجيا بشكل كامل. ونقلت هارتس عن هذه المصادر إن إسرائيل حظرت قبل ستة أشهر بيع أسلحة ومعدات هجومية لجورجيا. وأضافت الصحيفة أن هناك تخوفات في إسرائيل من أن تعتبر روسيا مبيعات الأسلحة هذه خطوة من شأنها أن تشكل خطرا على أمنها, وأن يكون رد الفعل الروسي على شكل تزويد دول عربية وإيران بأسلحة نوعية, من شأنها أن تشكل خطرا على التفوق العسكري الإسرائيلي. ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إنه «ينبغي على إسرائيل إبداء حذر وحساسية بالغة في هذه الأيام». وأضاف المصدر أن «الروس يبيعون أسلحة كثيرة لإيران وسورية ولا ينبغي توفير الحجة لهم لبيع أسلحة متطورة أكثر». وأوضح المصدر أن إسرائيل مهتمة بمنع نقل الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات من طراز «إس-300« من روسيا إلى إيران. وقال المصدر الإسرائيلي إنه «في اليوم الذي نريد فيه منع صفقة مستقبلية مع إيران يجب أن تكون أيدينا نظيفة».وأفادت هآرتس بأن نقاشا دار خلال السنوات الأخيرة بين وزارتي الخارجية والدفاع في إسرائيل حول بيع أسلحة لجورجيا, وحذرت وزارة الخارجية خلال ذلك من مخاطر المس بالعلاقات مع روسيا.و أفادت هآرتس بأن رئيس الحكومة الروسية, بوتين, طلب عقد لقاء عاجل مع الرئيس الإسرائيلي, بيرس على هامش وجودهما في بكين لحضور دورة الألعاب الأولمبية. واجتمع بوتين وبيرس في وقت كانت تدور فيه معارك بين روسيا وجورجيا,ونقلت هارتس عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها : إن توجه وزارة الخارجية الإسرائيلية يعكس سذاجة وعدم فهم للعالم المعقد في مجال الصفقات الأمنية التي تبرمها إسرائيل في الحلبة الدولية وأوردت هآرتس أيضا تصريحات مسؤولين روس لإسرائيل قولهم : إن تزويد جورجيا بأسلحة هجومية هو »خط أحمر« بالنسبة لروسيا.
فيما أوضح مصدر امني إسرائيلي مسؤول لمعاريف : كان واضحا ان قدرا اكبر مما ينبغي من المنظومات الاسرائيلية الواضحة في يد الجيش الجورجي ستكون بمثابة خرقة حمراء أمام ثور غاضب بالنسبة لروسيا .
وقد استغلت وزارتا الخارجية الاستيعاب والوكالة اليهودية الأوضاع السائدة في جورجيا ونقلت الوكالة ما تبقى من اليهود الجورجيين لينضموا الى المهاجرين اليهود الجورجيين البالغ عددهم نحو أربعة وعشرين ألفا هاجروا الى الكيان الاسرائيلي خلال العقود الثلاثة الماضية , وذكرت صحيفة هآرتس ان إسرائيل منحت كثيراً من المسؤولين الجورجيين حق اللجوء في إسرائيل هم وعائلاتهم .