وإلى حين إعلان نتائج هذه المفاضلة تتجه الأنظار وتخفق القلوب لمعرفة مصير هؤلاء الطلاب وفي أي الفروع سيتحدد مستقبلهم إضافة إلى أنها تشكل حالة هي أشبه بالاستنفار لوزارة التعليم العالي لإنجاز هذه المفاضلة في الوقت المحدد ووفق أسس قد تساعد في استيعاب أكبر عدد من الطلاب الناجحين في مختلف الفروع والاختصاصات الجامعية.
فارتفاع معدلات القبول الجامعي مستمر منذ سنوات عدة في الجامعات ولاسيما الفروع العلمية العليا كالطب والصيدلة والهندسات باختلاف أقسامها رغم إحداث أعداد من الجامعات الخاصة وإحداث اختصاصات مختلفة في مجال التعليم المفتوح والجامعة الافتراضية في سعي متواصل لتحقيق نسبة استيعاب أكبر رغم الضغط الكبير الذي يشهده التعليم الجامعي العام.
فالملاحظ عدد الناجحين سنوياً في الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في ازدياد مستمر وذلك يشكل تحدياً كبيراً للتعليم العالي ويؤدي لارتفاع في معدلات القبول الجامعي ناتجة أيضاً عن ارتفاع معدلات الدرجات للناجحين في الثانوية ويبدو أيضاً أن العام الحالي سيكون التحدي أكبر والضغط على التعليم العام أكثر من الأعوام السابقة خاصة إذا علمنا أن هناك 61495 طالباً وطالبة من الناجحين في الفرع العلمي و108691 ناجحاً في الفرع الأدبي للدورة الامتحانية لهذا العام وبنسبة نجاح عامة وصلت إلى 64,28 %ولا يقف الأمر عند ذلك فهناك أيضاً ولأول مرة وفي سابقة هي الأولى من نوعها ثلاثة وعشرون طالباً حصلوا على الدرجة التامة وهي 260 درجة في الفرع العلمي وأيضاً هنالك وللمرة الأولى 11449 طالباً من جميع المحافظات حصلوا على معدل نجاح بدرجة شرف بمعدل 90% حتى 100% للفرع العلمي تحديداً إذ وصلت النسبة العامة أيضاً إلى 12,96% هذا العام بينما كانت العام الماضي 12,86 أي ارتفاع في معدلات العلامات بدءاً من العلامة التامة وهي 260 درجة نزولاً حتى 234 علامة إضافة للزيادة وارتفاع العلامات في الفرع الأدبي للثانوية أيضاً .
وإذ كان ذلك يشكل نقطة إيجابية ومميزة للنجاح في هذه الدورة الامتحانية فلا شك أنه سيشكل ضغطاً على سياسة الاستيعاب الجامعي وتحديداً التعليم العام فالأنظار كلها تتجه للفروع العليا في الجامعات..وإذا كانت وزارة التعليم العالي اضطرت في العام قبل الماضي لزيادة نسبة الاستيعاب في كلية الطب لتتمكن من قبول علامة 236 كحد أدنى للقبول في هذه الكلية..فماذا ستكون فاعلة هذا العام..هذا على مستوى اختصاص واحد فقط على سبيل المثال..وماذا ً سيكون حال بقية الاختصاصات والفروع والكليات الأخرى..في وقت تبرز فيه أهمية التعليم الجامعي العام حيث تعلق الأنظار والآمال عليه إذ يبقى الملاذ الآمن للشريحة الأكبر من مجتمعنا..والمرسى الذي تخفق له قلوب طلاب حققوا التميز وينتظرون تحقيق المزيد أيضاً .