يتساءل د. فيصل دراج في زاويته آراء حرة هل تنطفىء الحداثة الشعرية
ويرى أن الاعتراف الضروري بالجيل الثاني من الشعراء الحداثيين العرب يبعث على طرح سؤالين أولهما : هل استطاعوا على رغم إبداعهم الأكيد أن يعيدوا تأسيس الحداثة الشعرية وأن يخصبوا رؤية العالم الشعرية بمعطيات جذرية جديدة ? أما ثاني السؤالين فهو : ألا تدل أعمار شعراء الجيل الثاني ومعظمهم جاوز الخمسين منذ زمن أن الجيل الحداثي الشعري الثالث قلق الملامح أو أنه مجرد احتمال وصل ولم ير أو تأخر في الوصول .. ?
مهما يكن جواب السؤالين السابقين وهو يحتمل أكثر من اجتهاد فإن هناك فكرة أساسية تنطبق على العرب وغيرهم تقول: إن الحداثة الكتابية مهما كان حقها لا يمكن فصلها كليا عن جملة العلاقات الحداثية في مجتمع محدد , قلما أحد يقرأ حداثة بودلير الشعرية على سبيل المثال بمعزل عن حداثة مدينة باريس في القرن التاسع عشر ومن الصعب قراءة الآخر راجعوا بمعزل عن (كومونه ) باريس وأفكار الثورة الفرنسية , ولا أحد يستطيع الفصل بين شعر الروسي ماياكوفسكي والمناخ الذي أشاعته ثورة 1917 م
والسؤال المنتظر هو التالي : هل سيمحوا إخفاق الحداثة العربية عاجلا أم أجلا الحداثة الشعرية العربية ? لا إجابة تشبه القانون ,فهناك دائما من يكسر القاعدة ,وإن كان هناك بعض الجواب يقول : إذا كانت بعض الشروط الاجتماعية تعطي التجديد الأدبي شكل الظاهرة فإن شروطا أخرى تلغي الظاهرة وتكتفي بأفراد محدودي العدد .