الرسالتان كانتا من صديقي المهندس غيث جوخدار, وكنت قد سمعت النبأ قبل ذلك بحوالي الساعة أو نصفها, لا يهم, فالزمن هنا لا شيء.
العالم بكليته محكوم بالخوف والرعب وأسلحة الفتك المختلفة الأشكال والأسماء وما لا يوصف من وسائل التعذيب الجسدي والنفسي المظفرة, فماذا يفعل الشعر..هذا العصفور الرقيق وماذا يستطيع أن يضفي من مساحيق التجميل على وجه الكرة الأرضية الممتلئ بالبثور والندوب? وهل استطاع الفن الطاهر أن يقول: لا لكل هذا القبح المستوطن في العالم? وهل كان أكثر من جرعات مسكنة لأوجاع القلب والروح في عالم يشيع ما لا يعد من العصافير التي تنشد وتغني قصائد الحب والإنسانية و الإنسان?..فيا صديقي غيث جوخدار, ويا جميع أصدقاء الشاعر والشعر والشعراء, في رحيل الشاعر محمود درويش وفي كل مناسبة موازية أخال أن الكرة الأرضية ليست أكثر من صحيفة ملأى بالأكاذيب والمواجع والآلام, ولا تستحق أكثر من راحتي يدين تجعلكانها بقوة ثم ترميانها بلا مبالاة في أي مكان.
ترى هل من متفائل يتنبأ بانقلاب إنساني على سطح كوكبنا المتعب الجميل, كيما يعود الشاعر محمود درويش وبدر شاكر السياب وأمل دنقل وألبير كامو وبابلو نيرودا وأمثالهم إلى الحياة من جديد?.