تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نبرة صوت شجية

ثقافة
الثلاثاء 22/11/2005م
تغريد الجباوي

من يعمل في مهنة الصحافة يفترض فيه انه يحب الكلمة ويعرف ما تعنيه . ويدرك دوماً انها حلمه الذي يبتغيه, ومستقبله الذي يصنعه بيديه الكلمة مستقبلنا وعالمنا بها نفرح.

ولها نحزن ومعها نتفاءل فالتفاؤل بها وبالمستقبل امر جميل واذا ما قسمنا البشر في العالم اجمع نجدهم قسمين قسم مبتهج متفائل دوماً يظنه البعض سطحياً لمجرد انه متفائل وقسم آخر متشائم دوماً وحزين ولعله يظن أن حزنه وبؤسه يضفي هالة من الغموض والعمق تجذب الآخرين له ولعالمه الضبابي المثير. مع ان الحزن والتشاؤم والبؤس لا يقتضي العمق ا لذي يظنه هؤلاء ويبحثون عنه في نظرات الآخرين.‏

ولأن التفاؤل والتشاؤم هما حالتان مزاجيتان وجزء من طبيعتنا الانسانية فانا اعيش كليهما وامتزج بهما .‏

وانتظر دوماً ورود التفاؤل والفرح بعد شتاء الحزن والازمات.‏

لكن للاسف هناك دوما من يجذبك من عالم التفاؤل والفرح ذاك ليضعك رغما عنك في حالة من النكد والانزعاج, وهذا ما حدث لي حينما فتحت الانترنت الذي يمتعني عادة بغزارته وتنوعه.‏

دخلت الى موقع أحد الصحفيين فصدمت كثيرا عندما قرأت التعليقات التي تتهافت على مقالاته, والتي اذا ما قرأها طفل صغير, فيعرف ان الردود لا تخص المقال بحد ذاته . وانما تستهدف الشخص تحديداً. وانا لا افهم معنى ان يكتب احد الصحفيين عن قضية ما , فيقرأ في اليوم التالي ردوداً لا تخاطب ما اجتهد وطرحه من آراء ولا تناقشه عقلاً ولا تجادله فكراً بل تهاجمه وتنتقده شخصاً.‏

فتتحدث عن طوله وعرضه وعمره فهل من الادب ان نوجه عصارة حقدنا وغضبنا من خلال كلمات بذيئة? وبأسماء مستعارة او بدون اسماء! وان كانت هذه الانتقادات المسيئة قد تطال شخصاً لم اعرفه يوماً وربما لا اعرفه ابداً.‏

فهذا لا يعني بأنني لا اكترث له, ولا اغار على شرف وقدسية الكلمة الصحفية, والقلم الصحفي.‏

كما انني بطبيعة الحال لا ادافع عن شخص محدد. وانما اتكلم عن فئة كاملة لها مالها وعليها ما عليها.‏

ولأن النقد حق ولو ازعجنا ولأن الشتم باطل وعار ولو شابهنا لذا فمن اراد شتمنا او لعننا فمن الجرأة ان يتصل بنا هاتفياً او خليوياً حتى نعرف على الاقل من هو خصمنا?أهو ناقد جريء? ام منتقد حاقد, حينها قد نشكر له جرأته في التعريف عن نفسه مع ان الانتقادات التي تدخل من الرأس وتخرج من كعب الحذاء د ون الاكتراث بالموضوع المطروح اصلاً , تعطينا فكرة تكاد تكون شبه واضحة عن ملامحه النفسية والاخلاقية , دون ان نسمع نبرة صوته الشجية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية