|
أسرار الورد ثقافة
(وبأول روحة على زحلة صرت جيب حفلات وكان اول شريط سمعتو بيت الدين بين الشاعرين الكبيرين جوزيف الهاشم وطليع حمدان,وبعدين جبت حفلة شتورا بين الشاعر الكبير موسى زغيب والشاعر الكبير زغلول الدامور) وهذا يبين لنا مدى متابعته لامراء الزجل في لبنان الذين استقطبوا انتباهه,وراقه شعرهم فاقتضى اثرهم ويبدو أنه نسج على منوالهم...
قسم ديوانه الى ابواب وطغت عليه سمة الغزل ومن هذه القصائد ما سمى بها ديوانه (اسرار الورد): شفت السنة عم تختصر مشوارها وتوصل ربع آذارها بأيارها وتشخبر على شهور ركّعها الخريف وتلون الايام في نوارها والديوان من حيث بناؤه الفني يتميز بميزات عدة منها : 1- عنايته بالصورة الشعرية,ومحاولته الجنوح نحو الابتكار والخلق فهو حينما يصف النظر التي يسترقها الى محبوبته يقول: مثل الشمس يللي على الزهرات رخيت وهج,من قبة الزرقا وكل ما كتبت اسمك على الورقات بشوف قلبي صار كالورقة 2- تقسيم القصيدة الى مقاطع ينتظم كل مقطع بيتان او اكثر على قافية واحدة. 3- التأمل في الحياة والولوج الى عالم الفلسفة حيث مزج الحب بالفلسفة,او طرح الحب بشكل فلسفي معطيا رأيه في الحياة: شمس البتشرق شمس المغيب وشخص الشباب بيشبهو المشيب والطيب مهما صار بدو يضل والنار مهما صار رح تعطي لهيب ثم التزامه بالوزن العروضي لابيات القصائد وذلك يدل على ان الايقاع ينبع من وجدانه ملتقيا مع ايقاع التفعيلة: مني خدي روحي اطلبي هالعمر البدك إياه بتاخدي اتمني بدك عصير,يقيم روحي خمر بعنقود من قلبي انقطف مني الابيات من البحر السريع. ويبدو اهتمامه واضحا في موضوع الغزل كونه شابا في مقتبل العمر,فيه توثب الشباب ونضارته,غير ان هذا لم يصرفه عن قضايا وطنه فبقي قلبه معلقا ببلده الذي انجبه وتعلم فيه,وكان الوطن ملهمه في ما كتب من شعر زجلي ,فتغنى بالحرية والانسان والكون,وحز في نفسه ما آلت اليه حال العرب ,فها هو يستنفرهم في قصيدته(وين العرب): وين العرب وين القضية حاكمي ما بدها لا حاكم ولا محكمي أمجادنا مرقت بشعر وملحمي عزة وشرف وعفة وكرمنا الحاتمي ويتغنى بأمجاد تشرين,ويرى ان جراح العرب واحدة هذا ما أحس به وجسده في قصيدته /بغداد/ داعيا الشعب العربي ان يثور على الظالمين الذين سرقوا أضواء الحرية ومن العراق ينتقل الى فلسطين حيث الجرح الاكثر إيلاماً : فلسطين يا أرض الحضارة والسلام قديش استقلالنا بدو تمن شو صار حتى بالخيانة الجسم قام والبطل صفى حق والحق اندفن راجع لاول قبلة البيت الحرام مهما يجور الخصم ويطول الزمن وفي ختام الديوان يعقد حوارات زجلية بينه وبين الشاعر حسان البسطاطي,الشاعر الزجلي السوري. الديوان ينبىء بأن حصاد الشاعر الاول يبشر بولادة حصادات اخرى ذات غلال وافرة نحن بانتظارها. بقي ان أقول: ان هناك كثيرين يحاربون هذا النوع من انواع الشعر ويريدون له الاندثار خشية على اللغة الفصيحة...لكنه يبقى شئنا ام ابنيا نوعا من انواع الشعر الشعبي المعروف في سورية ولبنان. ويبقى كما قال د.عبد الكريم الأشتر: جزءاً من تراثنا الثقافي فيه جماليات التصوير والتعبير, ولانستطيع أن ننكر أنه مثّل على مر السنين مصدراً للإبداع.
|