ليس جيدا فقط بل متفوق. صاحب قدرة تقريرية مدرك للتفاصيل والمجريات. كل ما هو معاكس لادعاءات الدفاع في ملفاته الجنائية.
هو هناك لا يتحلى بالمسؤولية او تصور ان هذه أمور صغيرة تتوقف معالجتها عند مستوى شولازاكين ووكالات السفر. الجانب الأكثر إثارة في خدعة خرافة اولمرت هو ان من يطرحونها يعترفون بأن الواقع بكل جوانبه الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية رديء. وضع سيء ورئيس وزراء جيد. بدعة إسرائيلية هذه ظاهرة معروفة من الجيش الإسرائيلي: يفضلون هناك صاحب قدرة تقريرية سريعا وحازما، حتى ولو كان صاحب قرارات سيئة - «سننطلق ونصوب أنفسنا خلال الحركة» - على من يتردد ويفكر قبل القرار.
اولمرت، الذي شكل لجنة فينوغراد كان الوحيد بين من جرى التحقيق معهم الذي حافظ على بقائه بعدها، علل رفضه الاستقالة بإصراره على البقاء لتصويب الأخطاء والنواقص. وفي الواقع، هو لم يصوب.
مع وصوله الى الموعد ب في الامتحانات في غزة، اتضح ان علاماته، كشريك وحيد في القضيتين، لم تتحسن.حكومته وصلت الى الحضيض في الأسبوع الماضي، في قضية الاتصالات الجارية لإطلاق سراح جلعاد شاليط. الوزراء تنافسوا فيما بينهم في القفز على إحدى كفتي الميزان، تلك التي تبدو لهم أكثر تعبيرا عن نبض الشارع، ولكن الحكومة هي ميزان المصلحة الوطنية، وليس من شأنها ان تعمل كجمعية او كمجموعة ضغط في مواجهة الحكومة.
خلال السنوات الثلاث الأخيرة - سنة لكل توصية من الشرطة لتقديم لائحة اتهام ضده، وسيبقى مكان أيضا لتوصية واحدة ستقدم عما قريب - عمل أنصاره في الصحافة وفي الإذاعة والتلفاز وبذلوا جهودهم.
هؤلاء قريبون من رؤساء الوزراء أكثر من المراسلين للشؤون الأمنية القريبين من طاولات وزير الجيش ورئيس هيئة الأركان ورئيس الشاباك.
هؤلاء الصحفيون يتحملون المسؤولية بدرجة معينة، ان لم يكن عن الوضع نفسه فعن الفجوة بين الحقيقة والخيال.
من المثير للقلق أيضا ان نرى، ان عادات الرفقة بين الضباط والسياسيين الذين وضعوا من اجل خدمتهم لم تغب عن العالم مع أفول عهد شارون. في الآونة الأخيرة نشر ان طاقم اولمرت قد نظم له حفلة. بين المحتفلين كان السكرتير العسكري اللواء مئير خاليفي، الذي لم يعرف عنه حتى ذلك الحين بأنه متزلف، ولكن مثل كل من سبقوه تقريبا لا يعرف كيف يضع حدود الخدمة العسكرية ويحددها في ديوان سياسي. ربما تعلم خاليفي شيئا ما من روح قائده، رئيس هيئة الأركان جابي اشكنازي في حفلة هيئة الأركان التي نظمت لاولمرت. اشكنازي كان في الأسبوع في البنتاغون. خسارة انه لم يستغل الفرصة لسؤال مضيفيه، ان كان الضباط الاميركيون قد أكلوا وشربوا مع الرئيس ريتشارد نيكسون، قبيل استقالته عندما كان القانون في أعقابه.
الملائم بالتحديد للإدارة الاميركية هو باراك. من المناسب له ان يكون تعيينا شخصيا لقائد منتخب، وليس كرئيس حزب سياسي بفضل قدراته.
وزير خارجية مثل صديقه كولين باول او وزير دفاع دونالد رامسفيلد. كان لباراك تفوق نسبي في الإطلاع وفي فهم النهج الذي يجمع بين الرؤية الواسعة والمعلومات التفصيلية. كسياسي، هو فاشل وتائه. مثل متقاعدين آخرين من سلك الاستخبارات كرافي ايتان وافي ديختر الذين تبين أنهم فاشلون سياسيا ولا يستطيعون ان يروا ابعد من أنوفهم، ارتكب باراك كل خطأ ممكن. بنود القرار التي قام بصياغتها من اجل الحصول على ضمانات لنفسه دمرت مصداقيته. وعندما يخسر هو دائما يتطلع للخدمة تحت إمرة من هزموه، في البداية شارون والآن بنيامين نتنياهو.باراك يزيف الجوهر عندما يظهر تشوقه بالتحالف مع نتنياهو باعتباره إرادة الناخب. بهذه الطريقة يمكن إظهار كل تشكيلة تحظى بأغلبية في الكنيست. أيضا لو شكلت حكومة برئاسة احمد الطيبي وتأييد افيغدور ليبرمان وشاس وباراك فمن المسموح الادعاء ان هذه إرادة الناخب. باراك ونتنياهو يستحقان بعضهما البعض. باراك يخاف من البقاء في الخارج ونتنياهو يخاف من البقاء في الداخل وحيدا. لا تقلقوا: سيأتي يوم ويصبحان فيه خرافة سخيفة هزلية مثل خرافة اولمرت.