وكتب الأطفال جزء من أدب الطفل فالكتب شكل من أشكال الأدب وعند اختيار الكتب للطفل فهناك معايير وضعها علماء المكتبات والمعلومات وهي ثابتة لاتتغير مع كتب الصغار والكبار، وهذه المعايير هي أولا مدى الثقة بالشخص الذي ألف الكتاب ونشره أو ترجمه أو حاوره ، يأتي بعدها الجوانب المعرفية التي يغطيها ذلك الكتاب.
وهناك معايير وضعها التربويون يجب أن تتوفر في كتب الأطفال ، حيث يرون أن كتاب الطفل ، شأنه شأن كتاب الكبار ، ينقسم إلى شكل ومضمون، والشكل ببساطة يتضمن كل الأشياء المادية لمصادر المعلومات التي يتعامل معها الكبار ، فهناك مصادر تقليدية مثل الكتاب، المرجع ، ومصادر غير تقليدية كالأقراص الالكترونية وهذه الأشكال نضع فيها المضمون وهو المعرفة البشرية التي تغطي المراحل المختلفة للطفل، لأن ما يناسب مرحلة قد لايناسب المراحل الأخرى، كذلك لابد من مراعاة الفروق بين الجنسين ذكراً كان أم أنثى .
وكنظرة عاجلة لحركة نشر كتب الأطفال في العالم نجد أن الطفل العربي يعيش على هامش الاهتمامات ، يستقي علمه غالباً من فيلم كرتوني مصنوع بفكر ومكونات غريبة عن بيئته ومعتقده، وثقافة مجتمعه وتأتي الأرقام لتخبرنا بأبعاد المشكلة بشكل مقارن ومحزن ، تقول الأرقام :
الطفل الأمريكي : نصيبه من الكتب في العام 13260كتاباً
الطفل الانجليزي : نصيبه من الكتب في العام 3838 كتاباً
الطفل الفرنسي : نصيبه من الكتب في العام 2118 كتاباً
الطفل الإيطالي : نصيبه من الكتب في العام 1340 كتاباً
الطفل الروسي : نصيبه من الكتب في العام 1485 كتاباً في العام
أما الطفل العربي نكاد نجد له رقماً ولو هزيلا يمثل نصيبه في عالم الكتب على الرغم من أن الأطفال يمثلون 42٪ من العدد الكلي للسكان في العالم العربي، يقول الطبيب العربي معد هذه الدراسة: بينما أنا عائد يوماً من هولندا إلى بلجيكا بالقطار كان بجانبي سيدة هولندية بمعية ابنها الصغير وفجأة بدأ الصغير في البكاء ففتحت أمه حقيبة يدها وسلمت له كتاباً وراح يقرأ بإعجاب وارتياح وانقطع عن البكاء...واستغربت من هذه الحادثة ، لأنني ظننت أن الهولندية ستسلم لابنها الحلوى فإذا بها تقدم له زاداً نفسياً لا ينضب معينه وهو الزاد الفكري الذي يحتاجه أطفالنا كثيراً .