يا ليت صوتكِ يستحيلُ على فمي عنقودَ ماءِ
قلبي على شطِّ الوداعِ مُمزَّقٌ
وتئنُّ شمسُ اليأسِ في أفقي الجريحِ
يقولُ لي صمتُ المصيبةِ: (لن يعودوا)!
فأعودُ للأمسِ الهنيِّ
ألاحقُ الصُورَ الجميلةَ في زوايا القلبِ
في كهفِ الحنينِ
أرى غيابكِ في حضورِ الدمعِ
في صمتِ الحديقةِ
في يباسِ الوردِ
ثمَّ أهزُّ جذع النخلةِ الـ كانت تُظلِّلُ حلمَنا
يسَّـاقطُ الحزنُ الهشيمُ
ولا أناملَ ياسمينٍ تمسحُ الدمعَ المُعتَّقَ في خريفِ البُعدِ
أو تحنو على قلَقِ الوجودِ.. بلا أنـا
عدمٌ حضوري في غيابكِ.. لا وجودُ!!
-2-
سـأطيرُ نحوكِ.. لن يصدَّ عناقَنا بدوٌ و بيدُ
وأضمُّ جسمكِ.. يجمعُ النصفينِ روحُهما الوحيدُ
جسدٌ تفتَّحَ تحت ماءِ البحرِ
آنَ الفجرُ يشربُ من مرايا النُّورِ
من شلاّلِ حنّاءٍ يسيلُ على ربيعِ الناهدَينِ
أشـدُّ خصركِ تحت رقصِ البحرِ
يشتعلُ النبيذُ على شفاهِ العاشقَينِ
أشمُّ حبَّكِ ملءَ أيامي وأوهامي
وملءَ عُذوبةِ الشكِّ اليقينِ
وأقتفي جسداً تعرَّى في خيالِ الياسمينِ
فعطَّرَ الذكرى.. و غابَ عن العيونِ
أطيرُ نحوكِ..
لن يذوبَ الشمعُ في جنحيْ، ولا الأملُ البعيدُ
من صخرةِ المنفى إلى الأحلامِ ينطلقُ النشيدُ:
(نِـعَـمٌ وجُودكِ في حياتي .. بل خُلُودُ)!!
* * *