كيف كان صغيراً مترعاً بالتمر, والأحلام , والأوهام. نظر حوله لم يجد سوى السكارى التعساء , أخرج من جيبه حفنة الدولارات المتبقية معه , وأعطاها للساقي , أخرج موبايله وطلب هارون الرشيد ,إنه كالعادة خارج التغطية. تمتم ببعض كلمات لم يفهم أحد معناها, ثم خرج إلى الشارع, ومشى طويلا طويلا طويلا , «كل شيء على ما يرام» قال في نفسه , « نعم كل شيء على ما يرام» .
وقف على شاطئ دجله , كالمسيح المصلوب حزناً , أطلق عينيه في أفق الله , وفجأة صرخ بأعلى صوته :
«يا إلهي إذا كان كل شيء على ما يرام , فمن أين يأتي كل هذا الحزن».
نظر طويلاً إلى دجلة المبتعد أبداً , ثم عاد مترنحاً إلى الحانة ,
وانفجربالبكاء.....