تدعمها الدراسات والأبحاث والتطبيقات العملية وارتفعت الأصوات في مؤتمرات ومحافل ولقاءات علمية تشير إلى خطورة الأعراض الجانبية للأدوية، وتنادي بالعودة إلى العلاج الطبيعي، ولكن وفق طرق وأسس علمية متطورة، وما هو لافت للنظر أن الدول التي قطعت شوطاً بعيداً ومتقدماً في صناعة الأدوية الكيميائية هي التي عادت إلى العلاج بالنباتات، فأنشأت لذلك الغرض معاهد وكليات متخصصة.
لقد كانت الطبيعة ولا تزال وستبقى المدرسة الأساسية التي يتعلم فيها الإنسان مفردات حياته، وهي المصدر لغذائه وكسائه ودوائه، لقد أعطت الصحراء للعربي بهوائها العليل وقساوة ظروفها قوة الجسم وقوة النفس، وعلمته من جملة ما علمته الصبر والجلد، واكتشف بفطرته وتجاربه العديد من النباتات، وتعلم بالممارسة استخدامها في معالجة أمراض عديدة.
ونحن في وقتنا الحالي نجد أن الاتجاه في كل مكان في العالم هو العودة إلى الطبيعة، وخاصة في مجال المعالجة بالأدوية النباتية بدلاً من الأدوية ذات التركيب الكيميائي التي لا تخلو من أضرار كثيرة.
ومما لا شك فيه أن الأدوية النباتية أقل ضرراً وكلفة من سائر الأدوية، وقد أثبتت التجارب أن العلاج بالمواد النباتية فعال جداً، ولا يسبب أضراراً إذا كان الاستعمال صحيحاً، وما دامت الأبحاث مستمرة والكشوفات الطبية قائمة فهي تتحفنا يومياً بنتائجها التي تكشف لنا خواص ومزايا جديدة لكل نبات من النباتات المستخدمة في التغذية والتداوي وتكشف باستمرار الآثار الجانبية للأدوية الكيميائية فتعلن عنها وتحذر الناس بالابتعاد عن تناولها.
ويحدونا الأمل أن يتم التوصل قريباً إلى اكتشاف علاج للأمراض المعاصرة الخطيرة في النباتات، وما دام البحث قائماً فالأمل قائم.
وقد قال أحد الحكماء
أفضل الدواء من الطبيعة لا من الصيدلية
وقديماً قال أبقراط:
(دواء كل امرئ بعقاقير أرضه، فإن الطبيعة تتطلع إلى هوائها، وتميل إلى غذائها).