تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجولان محميـة طبيعية.. وما بقي أحراج متفرقة

هذا جولاننا
الإثنين 30-3-2009م
هناء الدويري

تشكل الأحراج المتفرقة في الجولان المحتل ما يقدر بمساحة 11٪ من مساحة الجولان الإداري، ومعظم المواقع في الجولان تحمل أسماء أشجار برية /غابية/ منها مثلاً

(تل البطم، سرب البطم، شعاف السنديان، شعفة السنديان، سربة الخراريب، رجم العبهر، تل الليلك..إلخ) وانتشار تلك الأحراج /الأحراش/ في مناطق متفرقة من الجولان يدلل بشكل ما إضافة لمكتشفات بقايا حيوانات غابية في بعض المناطق يدلل أن منطقة الجولان المحتل كانت غابة حقيقية في العصور القديمة، لكن يد الدمار إضافة لتضافر عوامل الإنسان والمناخ والبيدولوجيا قد طالتها وأسهمت في تخريبها لذا يجب الحفاظ على ما بقي منها على شكل محميات طبيعية للحفاظ على الغطاء النباتي والحيواني فيها.‏

وما بقي من الغطاء الغابي في الجولان المحتل موزع جغرافياً في القطاعين الشمالي والأوسط وحواف بعض الأودية الغربية والجنوبية وسفوحها، وتختلف الأحراج من حيث المساحة والكثافة وحتى المكونات ونذكر منها:‏

حرج جبل الشيخ «حرمون»‏

يغطي هذا الحرج نحو 30 كم2، أي ما يعادل 35-40٪ من الجزء الجنوبي الغربي من هذا الجبل، ونميز ثلاثة أحزمة في هذه المنطقة وهي:‏

- الحزام الأدنى: وهو حزام متوسطي يقع ضمن ارتفاع 300-1250م فوق سطح البحر، أهم مكوناته البلوط العادي والبطم.‏

- الحزام الأوسط: ويمتد ضمن ارتفاع 1250- 1870م فوق سطح البحر وهو حزام نباتات جبلية وتشكل الأشجار النفضية معظم مكوناته مثل بلوط الحرمون وأنواع من الفصيلة الوردية كالزعرور والبرقوق البري إضافة لأشجار العبهر والقيقب والقضبان.‏

- الحزام الأعلى: يقع فوق ارتفاع 1870 فوق سطح البحر، وهو حزام الشجيرات الثلجية الباردة التي تضم وسادة شوكية يشكل القتاد أهم عناصرها وهو شجيرة قزمية شائكة تشبه الوسادة إضافة إلى الكرز البري.‏

ينمو في الأحزمة الثلاثة نحو /300/ نوع من النبات.‏

حرج مسعدة‏

حرج مسعدة نسبة إلى بلدة مسعدة ويشكل جزءاً من حرج أوسع يمتد على مساحة 21 كم2 ضمن مضلع مسعدة، سعار، التكلة، بقعاتا، جب الميس، وتبلغ مساحته نحو 4كم2 ويقع عند الأقدام الشمالية والشمالية الغربية لتل الأحمر وعلى ارتفاع 900-1000م عن سطح البحر، وعلى أرض تربتها بازلتية بنية، نسبة الأمطار فيه نحو 1000ملم سنوياً وهذا الحرج ذو طابع غابي /غابة متوسطية/ الأشجار فيه متباعدة الجذوع ويبلغ معدل ارتفاعها نحو 7م إلا أن الأغصان متشابكة في الأعلى تتعانق لتشكل ظلالاً تحجب الشمس عن الأرض وتعرقل نمو الغطاء العشبي لتجد الأرض مغطاة فقط بالأوراق المتساقطة التي تتعفن بفضل الرطوبة لتتحول إلى دبال يغذي الغطاء النباتي. وتختلف نسبة المكونات الشجرية فيه ويعد السنديان والبلوط من أكثر الأنواع انتشاراً فيه، مع غلبة السنديان بنسبة تصل إلى 60٪، في حين يطغى شجر القطبان في الزاوية الشمالية الغربية ليحتل أكثر من 80٪ من مساحة هذه الزاوية، وهو شجر يصنع أبناء المنطقة من أغصانه مكانس خاصة لتنظيف حظائر الحيوانات.‏

وينتشر البطم في الجزء الجنوبي الغربي، والصنوبر في الجزء الغربي، كما تنمو أنواع أخرى من الصنوبر في الجزء الشمالي، منها صنوبر القدس، والصنوبر الصخري.‏

وتنمو أشجار أخرى في هذا الحرج منها /السرو والكينا والكافور والزيتون، وأنواع أخرى من الورديات كالإجاص السوري والبرقوق/ خوخ الدب والزعرور وغيرها../ وفي بعض الرقع الصخرية من هذا الحرج تنمو بعض الأعشاب والزهور التي تشكل بساطاً ملوناً في الربيع فيه أنواع عديدة من النباتات /النجيلية، البرسيم، الحوزان، البنفسج، السحلية، البخور، اليوناني، قصير الساق ويختلف عن البخور العادي بأوراقه الدائرية واللون القاتم لتاج الزهرة والرائحة الذكية، إضافة لبعض النباتات المتسلقة وهي نباتات تعشق الرطوبة وتغطي جذوع الأشجار والحجارة ولاسيما الطحالب بألوانها الرائعة، من الأخضر المخملي إلى الألوان الذهبية والبنية والحمراء الفاقعة، والتي ينعشها الماء بعد جفافها، كما تنمو في هذا الحرش أنواع الزعفران /زعفران أصفر، وجياردو وزعفران دمشقي/ ونبات البنفسج ونبات مريم وزهرة الحواشي السورية الصغيرة والأشراس أو الصاصل الخيمي بأزهاره الحليبية ويعيش في هذا الحرج أنواع من الحيوانات كالخنزير البري والثعلب والكثير من القوارض مثل السنجاب والأرنب وفأر الحقل والفأر الشائك والخلد وزغبة الحدائق إضافة لأنواع من الطيور /عصافير، شحرور.../‏

حرج العرام «أبو الندى»‏

تشكل أشجار السماق أكثر من 40٪ من مكونات حرج أبو الندى وهي شجيرات قصيرة نفضية أطراف أوراقها مسننة وثمارها تتدلى من الأغصان على شكل عناقيد وهي ثمار صغيرة حمراء دبقة تدخل في عداد التوابل بعد تجفيفها وطحنها، كما تتشكل في هذا الحرج أنواع من الفصيلة الوردية نحو 40٪ من مكوناته، /خوخ الدب، الأجاص السوري، الشيح الوردي، وأشجار اللوز البري/.‏

حرج حزيقة - حامي قرصة‏

يقع هذا الحرج في وسط الجولان ويغطي كتلة المخاريط البركانية المعروفة بكتلة حزيقة- حامي قرصة، ويشكل تل الحزيقة مركزه، وتزداد كثافة الأشجار وأحجامها من المحيط إلى المركز ويعد حالة انتقالية بين حرج مسعدة وحرج اليعربية فهو أقرب إلى الحرج مقارنة مع الأول، وأقرب إلى الغابة مقارنة مع الثاني.‏

في هذا الحرج ثلاثة أنواع من السنديان والبلوط إلى جانب أنواع من الفصيلة الوردية /إجاص، برقوق، زعرور/ إضافة إلى نوعين من البطم ويغطي أرضه البازلتية غطاء عشبي متنوع وتعيش فيه حيوانات متنوعة /الذئب، الثعلب، الأرنب، طيور، حجل، حمام بري، طيور جارحة/.‏

يضم هذا الحرج مساحات من الأراضي الزراعية وأخرى رعوية وتوجد فيه بركة طبيعية إلى الشمال الشرقي من تل خريعة، وموقع قديم إلى الشرق من هذا التل يعود إلى العصر الكالكوليتي.‏

حرج اليعربية‏

وهو حرج كبير يغطي نحو 66-70كم2 في منطقة صخرية عموماً يتميز هذا الحرج بالمسافة الكبيرة بين الشجرة والأخرى، وترتفع أشجاره إلى 8-10م وتنمو داخل أكوام الحجارة التي تؤمن لها الرطوبة في أيام الحر والجفاف، وتحميها من الحرائق التي تندلع في المنطقة نتيجة جفاف الغطاء العشبي في الصيف.‏

ويشكل السنديان والبلوط والبطم معظم مكوناته وتنمو فيه أنواع أخرى كالتفاح البري الشائك والإجاص، ولا نجد فيه أشجار الشيح والنباتات المتسلقة كما هو الحال في حرج مسعدة.‏

الغطاء العشبي فيه غني جداً إضافة لتنوع الزهور صيفاً وربيعاً، وتعيش فيه حيوانات برية متنوعة وطيور، في العموم هذا الحرج مرعى جيد لاسيما للأبقار وكنز سياحي بمكوناته النباتية والأودية التي تقع فيه إضافة للمواقع الأثرية في داخله وتخومه.‏

وهناك أحراج أخرى مثل /جباتا الخشب، عين زيوان، وادي السمك/.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية