وقد كشف اجتماع المجلس الذي عقد مؤخراً برئاسة المهندس حسين عرنوس محافظ دير الزور عن وجود فجوات وثغرات في عمل الدوائر المعنية تتمثل في انعدام المتابعة للمشروعات القائمة والمتعثرة، وغياب التخطيط من قبل مديريات وأقسام التخطيط في تلك الدوائر...
وأظهرت مناقشات المجلس العجز في دراسات المشاريع وعجز في تهيئتها بدليل أن هناك /10/ محطات معالجة في دير الزور ولكن لا توجد لها دراسات متكاملة وبرر مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي أن مثل هذه الدراسات تتم من قبل الوزارة متناسياً أن هذه الدراسات تحتاج إلى متابعة مستمرة من قبل المؤسسة لمعرفة المراحل التي وصلت إليها الدراسات دون أن تعتمد على الآخرين لإيجاد الحلول لها إن واجهت هذه الدراسات بعض العوائق، كما أن مشروع السكن الشبابي متعثر إضافة إلى مشروعات استراتيجية أخرى مثل مشروع العقدة الطرقية ومركز جراحة القلب المفتوح وغيرها من المشاريع.
والأهم من ذلك أنه تبين عدم وجود دراسات جاهزة لأي مشروع من الممكن أن يحتاج إلى تمويل، وهذا لو كان متوفراً في أي دائرة من الدوائر لسارع المعنيين بطلب رصد اعتمادات إضافية والحكومة باعتقادنا لن تتوانى أو تقصر في هذا الجانب وهذا يدل على الفقر في الدراسات وكأن المحافظة لا تحتاج إلى مشروعات تخدم التنمية فيها بالرغم من الحاجة الماسة لكثير من المشاريع السياحية والبيئية والزراعية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب وإنما كشف التقرير الذي قدمته مديرية التخطيط عن الموازنة الاستثمارية في المحافظة عن وجود ضعف كبير في نسبة الإنفاق التي لم تتعد 11٪ حتى الآن، وهذا الضعف يؤكد بأنه لم يكن هناك ضغط في موازنة 2008 يتمثل بوجود ديون لمشاريع منفذة سابقاً ما يعني أنه لا توجد أي مشروعات جاهزة للتنفيذ وهذه الحالة تبرهن على العجز في تهيئة المشاريع وغالباً ما يكون هذا العجز ناجماً عن أزمة إدارة أو ترهل إداري...
وحين تم تداول مشروعات تنموية يمكن دراستها وتقديمها للجهات الوصائية لرصد التمويل لها في الخطط القادمة، سارع مديرو الدوائر بطرح مشاكلهم على حساب تقديم مقترحات لمشروعات ذات أهمية تحتاجها المحافظة باستثناء مقترح وحيد تقدم به الدكتور عبد السلام الدهموش عضو هيئة تدريسية في كلية الزراعة بجامعة الفرات وهو عبارة عن مشروع لدراسة ظواهر العواصف الرملية التي أصبحت تهب بشكل متزايد في دير الزور ومعالجتها أو الحد منها.
وأمام هذا الواقع فإنه من المأمول أن يتم التركيز على إدخال مساحات زراعية جديدة بوسائل ري حديثة وحل مشكلة الصرف الصحي بإقامة محطات معالجة وتأمين آليات نظافة وتنمية الزراعة بشقيها النباتي والحيواني ومعالجة النفايات ودراسة مشروعات تخدم التنمية الاجتماعية والاقتصادية...