وحينما تحدثت إلى أصدقائي عنه انتابتهم موجة من الضحك فالبرنامج ليس خيالياً وليس تمثيلاً بل هو حقيقي.
جو المليونير برنامج على حلقات طويلة, وهو مسابقة اختيار فتاة للزواج فالمتسابقات أكثر من عشرة فتيات يعرضن أنفسهن للزواج على شخص واحد يلقب بجو المليونير وهو شاب غني جداً, وسيم جداً, وتقيم الفتيات في أحد القصور الضخمة ومعهن مساعد أو رقيب(لم أعرف مهمته بالضبط) بالإضافة إلى كاميرا ترصد حركتهن وحياتهن اليومية لتعرض على ذلك العريس الذي يبدأ فيما بعد بقضاء وقت ممتع وخاص مع كل فتاة, وفي كل حلقة تخرج فتاة من المسابقة بناء على طلبه فهي لم تنل الرضى والقبول, فتخرج باكية حيناً وحيناً آخر مغمى عليها إلى أن تبقى فتاة واحدة وهي التي اجتازت مراحل عديدة لتفوز بالزواج منه ويقام لهما عرس وشهر عسل وتقدم لهما الهدايا الثمينة من القائمين على البرنامج.
لم أتصور أن هذه المشاهد التي أتابعها سوى أنها تمثيل فلم أصدق كيف ترضى الفتيات بالظهور بذلك المظهر الذي يهين كرامتهن, كيف تقبل قناة تسويق مثل هذه البرامج التي لا يفهم منها سوى إهانة المرأة وكرامتها كإنسان, لأتساءل أين الأصوات التي تنادي بحقوق المرأة أين الأصوات التي تنادي بحقوق الإنسان? أليس هذا امتهاناً للكرامة ولو أنه برضى الأطراف? فهو برنامج يعرض على جميع الناس في العالم ويهين كرامة الجميع وليس المشاركين فقط.
لست أخشى من شيء إلا من تقليده على إحدى المحطات العربية وهي الموضة الدارجة: التقليد الأعمى للبرامج الأجنبية وتكريس صورة مشوهة للإنسان.