تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كان معكم..الوقت.. ذهب ولم يعد!!

فضائيات
الأحد 19/2/2006م
عمر طه

تشهد للمدن والأماكن ساعاتها القديمة التي تضبط وقت زميلاتها وكل من يرها ,

حيث في زمن قديم ما, كان على سطح مبنى التلفزيون الذي أقف أمامه ساعة مدورة كبيرة تظهر للعيان بوضوح من كبرها, لكنها خرّفت ولم تعد تستحي على كبرها, فلم يكن من القائمين إلا العمل على التصليح وإعادة التصليح ,هكذا حتى جاء الوقت الذي وجدوا أن أفضل حل لساعة لا تفهم أن على عقاربها الدوران بانتظام كل ساعة أو 24 ساعة, جاء وقت للاستغناء!!‏

ولأننا الوسط المشهود له بالنميمة وعدم ذكر محاسن موتاه, أخبركم أن غير المأسوف عليها كانت تضبط ساعات العاملين حسب هواها وتقودهم إلى حيرة بعد أن يدخلوا إلى البناء ليروا أن الساعات الموزعة في الأروقة كل منها يشير إلى زمن تقريبي لا ينفع العمل عليه في زمن الدقة الإعلامية( فسلخوها تقرير) وفي المرة الثانية تآمرت الساعات الداخلية عليها متهمة إياها بالفساد والتآمر على وقت الدولة بإعطاء موظفيها ساعات إضافية ( فسلخوها الثاني) ووصل الأمر إلى الطابق الثالث في المبنى وتحديداً الغرفة الوحيدة على اليسار بعد الخروج من المصعد, حيث جاء الأمر بالإعفاء الكلي من الخدمة بسبب سن التقاعد مع كتاب شكر علق في لوحة الإعلانات جانب أخطاء مذيعي الأخبار اللغوية التي تعلق تشهيراً بهم وليكونوا عبرة لمن اعتبر وليتعلموا من أخطائهم التي لم ويبدو لن يتعلموا منها.‏

الساعة سالفة الذكر اختفت وبقيت بعدها عيون الموظفين والمارة في ساحة الأمويين ( راجلين و سائقين) معلقة على بناء تلفزيون يتيم لا منافس محلي له, عيون تترقب ساعة تضبط ساعاتهم كما كانت تفعل قبل الأخبار التي كانت مرتقبة, ساعة رقمية أو عقارب لا يهم, ساعة فيها الأربعة والعشرون ساعة موضع ثقة, ساعة تشعرك بأنها لا تلخص حياتنا الإعلامية المختلة, ساعة تثق بأنك إن ضبط يومك عليها لن يضبطك التقدم الإعلامي بجرم التخلف عن سبق الإصرار, ساعة لا تخيفك بالإحساس الذي تصدره بأنك خارج الزمن الرقمي وقدرك هو العقارب , ساعة من 24 ساعة تقف فيها بثقة لتقول : هنا دمشق والزمن فيها يشير تماماً إلى ,... كما كانوا يقولون يوم كان لإعلامنا المرئي والمسموع من يؤمن بأنه الكلمة الفصل.‏

حتى ذلك الوقت الذي تعود به ساعتنا لموقعها أترككم وعيونكم معلقة بساعات الجزيرة والعربية والسي إن إن , وال بي بي سي حسب توقيت غرينتش أو مكة أو حسبنا الله بمصداقية نقدمها ولا نستطيع الدفاع عنها لأن ساعتنا تقاعدت أو في الصيانة أو لم تحن بعد أولا يريدوها أن تحين.‏

مراسلكم من بناء التلفزيون السوري‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية