وبالطبع عندما استيقظت كنت قد نسيت ذلك. وبدأت يومي المعتاد بتجهيز الأولاد للذهاب إلى المدرسة. ثم انشغلت بترتيب المنزل إلى أن حان وقت مغادرتي للعمل وكنت مشغولة الذهن لدرجة انني كنت أمر أمام محلات الزهور الحمراء. والتي كانت تشدني بلونها الدافىء. ولكن سرعان مايتلاشى منظرها...
وعندما انتهيت من أعمالي وأخذت الأولاد وعدت أدراجي للمنزل لاستكمال يومي ومابدأت به صباحاً ودخلت الركن اليومي (مطبخي) ولكثرة انشغالي فيه لم اشعر بمرور الوقت, واستغربت هدوء الأولاد ولأول مرة ورأيتهم يدخلون غرفتهم وهم يتهامسون وما أن انتهيت من تحضير الطعام حتى بدأت بتدريسهم وتحضير وظائفهم, وكان همي الوحيد هو أن ينتهوا من ذلك قبل المساء.
وعندما سألت الصغير عما يخفيه ضحك.. وضحكوا وقدموا لي كل واحد وردة حمراء التي لطالما شدت انتباهي صباحاً ولم أفطن و بعيون مليئة بالحب والأمل والتي أزالت عني تعب يومي هذا وكل الأيام وسرت بعروقي رعشة دافئة أكدت لي أنه هذا هو الحب الحقيقي وأيقنت بأنهم (عم يكبروا) ويكبر أملي معهم.