أي اللجنة الرباعية حيال حركة حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية (البرلمان) وحصولها على ثقة المواطنين الفلسطينيين.
ومما جاء في هذه المقالة:
عبر (رباعي) الوسطاء الدوليين في التسوية السلمية في الشرق الأوسط (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة) عن استعداده لمواصلة مساعدة الفلسطينيين سياسياً ومالياً شريطة استجابة الحكومة الفلسطينية لمتطلبات (المعايير الدولية).
وبديهي أن كل نداءات (الرباعي) كانت موجهة إلى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي فازت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وفي غضون ذلك تحاشى المبعوثون الرفيعو الشأن ذكر حماس في الوثائق الرسمية ولو مرة واحدة, علماً بأن اسم هذه الحركة وارد في قوائم المنظمات الارهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في مؤتمره الصحفي بهذا الخصوص قائلاً: (إن موسكو تعتبر العدول عن مساعدة الشعب الفلسطيني خطوة خاطئة في أي حال من الأحوال).
ودعا ممثلي حركة حماس لزيارة موسكو للبحث في تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية والمنطقة بعد فوز هذه الحركة في الانتخابات البرلمانية.
ويشبه الوضع الذي وجد المجتمع الدولي نفسه فيه على أثر الانتخابات الفلسطينية في الكثير منه الوضع المتعلق بإيران الذي طرح هو الآخر للبحث في لندن.
فطيلة بضع سنوات جربت الدول المعنية بتسوية المسألة النووية الإيرانية شتى الأساليب الدبلوماسية من الاهمال إلى التهديدات والعقوبات والمفاوضات ومحاولات الاقناع.
وتوصلوا في نهاية المطاف إلى ضرورة الحوار, ولكن كل هذه الترددات أدت إلى إضاعة الكثير من الوقت, وأحيل مؤخراً الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن, ورغم أن هذه الاحالة لن تؤثر كثيراً على إيران.
وتشبه مشكلة حماس المعضلة الإيرانية من حيث إهمال حماس ليس بالحل الأفضل للمشكلة فيما لو كان بود (الرباعي) الدولي أن يلعب الدور الرئيسي في التسوية الشرق أوسطية.
ويقصد (الرباعي) بالمعايير الدولية العدول عن الارهاب والاعتراف بدولة إسرائيل والالتزام بكل الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية السابقة بما فيها (خارطة الطريق) التي وضعها الرباعي من أجل التسوية السلمية.
ويتمسك بهذا الموقف كل أعضاء (الرباعي) بمن فيهم روسيا, ويكمن الفرق بين مواقفهم في أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تهددان بحرمان الفلسطينيين من التمويل فيما إذا لم تستجب الحكومة التي تشكلها حماس للمتطلبات الدولية, في حين تعتبر موسكو هذا التعاطي غير صحيح.
ومع أن روسيا لا تنتسب إلى أعداد الدول المانحة لفلسطين, لكنها تطالب دائماً بتطبيق القوانين والقرارات الدولية كافة وعلى الجميع.
وجاء الرد من حركة حماس على بيان (الرباعي) فورياً, فقد أعلن الناطق الرسمي باسم الحركة سامي أبو زهري أنه أحرى ب(الرباعي) أن يطالب إسرائيل بانهاء الاحتلال والعدوان بدلاً من مطالبة الضحية (فلسطين) بأن تعترف بالاحتلال وتلتزم الصمت في وجه العدوان.
ولكن ليس ذلك سوى رد الفعل الأولي, فقيادة حماس تدرك أنها مسؤولة عن مصير الفلسطينيين فعلاً لا قولاً وهذا يعني بالنسبة لها ضرورة التفاهم مع (الرباعي) وليس مصادفة أن أبدى زعيم كتلة حماس البرلمانية (التغيير والاصلاح) إسماعيل هنية استعداده للحوار مع (الرباعي).
ودول (الرباعي) تتريث إلى حين, لأنها تتفهم الوضع في الأراضي الفلسطينية التي تسودها الفوضى, وليس واضحاً من يمكن أن يكون طرفاً في الحوار وحول أي شيء سيدور.