تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حب باحتياجات خاصة

عين المجتمع
الأحد 15-2-2015
منال السمّاك

قالوا .. إن الحب أعمى .. و الأذن تعشق قبل العين أحياناً .. و لكن ُحرموا من الحب رغم أنهم يبصرون بقلوبهم دون انحراف أو نقص أو مد ،

و كأنهم لا تكفيهم النظرات المغلفة بالشفقة و التعالي و مشاعر العطف القاصرة التي تؤطرهم ضمن فئة عاجزة حركياً رغم أنهم قادرون و لكن بطريقتهم الخاصة .. ارتضوا مرغمين تصورات مسبقة عنهم كفئة مهمشة و عالة على الغير بينما يفوقون أحياناً الأصحاء جسدياً بخدمة المجتمع و الاعتماد على الذات ، و رغم كل الدعوات لإنصافهم و الخروج عن دائرة النظرة الشعبية النمطية المرتبطة بالقيم السلبية كالعزلة و الانسحاب و العجز ، ما زالوا يناضلون باحثين عن مكان لهم تحت الشمس لا وراءها كأشخاص من حقهم أن يحيوا حياة طبيعية ، كما يجهدون باحثين عن مساحة حب في قلوب الآخرين ..‏

عيد الحب مناسبة لنتذكر أن لهم قلوباً تخفق و مشاعر تتحرك .. لنفسح لهم مكاناً في قلوبنا و لنخلع نظاراتنا السوداء لنرى ما وراء أجسادهم من قدرات و مشاعر نبيلة .. لنهبط من بروجنا العاجية كأشخاص أصحاء فالصحة قد لا تدوم .. و بيننا و بين العجز قد لا يكون سوى بضعة أمتار عن قذيفة قد تصيب أجسادنا التي تستكبر بها عليهم كذوي احتياجات خاصة .‏

كم قلب هشم دون رحمة لأنه يسكن جسداً عاجزاً .. و كم جوبه عاشق بالإهمال و الازدراء و الاستنكار لأنه مختلف حركياً .. و كم من طالب للزواج قوبل طلبه بالرفض خوفاً من نظرة اجتماعية سائدة تنكر الإعاقة و كأنها عار .. و لكن من قال ان الحب تحركه المفاصل و الأطراف و الخطوات و تغذيه النظرات و الهمسات ..‏

قصص حب لأشخاص ذوي إعاقة بعضها كان الرفض من قبل الأهل نهاية مأساوية بحق قلبين عاشقين .. و قصص أخرى كان التحدي و الإصرار عاملاً بتتويجها بالزواج .. و الرفاه و البنون كانا نهاية سعيدة لقلبين محبين لأن الحب و الزواج و الإنجاب من حقهم ، فلماذا ننكر عليهم حقا إنسانيا ؟ ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية