ونفاق الغرب هذا أثار ويثير انتقادات المحللين والمراقبين تباعا، حتى باتت ازدواجيته في التعاطي مادة دسمة للإعلام لكشف المستور هنا وهناك من الحقائق..
المحلل السياسي التشيكي بيتر شنور أكد أن الغرب يمارس ازدواجية المعايير بشكل قاطع ويساعد في إسقاط الأنظمة العربية العلمانية، في حين يتبنى مواقف تسامحية تماما تجاه ممالك تعود للقرون الوسطى تسود في الخليج العربي وتقوم ليس فقط بتمويل المصارف الأوروبية والاحتكارات ونوادي كرة القدم وإنما أيضا الإرهابيين الأوروبيين ومدارسهم الدينية.
وفي مقال له أمس بصحيفة «برافو» التشيكية قال المحلل: إن الغرب الذي يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان كان متسامحا تجاه الإرهابيين عندما كانوا يقتلون السوريين والعراقيين والليبيين وتجاه الفاشيين الجدد في أوكرانيا الذين ساعدهم أيضا في الوصول إلى السلطة.
وأوضح أن الهجوم على مجلة شارلي ايبدو الفرنسية مثّل إخفاقا كبيرا للأنظمة الغربية حيث لم يقتصر الأمر على أن المهاجمين كانوا معروفين من قبل أجهزة الأمن والشرطة وإنما أيضا كان الأمر متوقعا بعد ثلاث سنوات على التوالي من تدفق الإرهابيين الأوروبيين إلى سورية للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية فيها.
كما بين أن ازدواجية المعايير الغربية ظهرت جلية نهاية العام الماضي حيث وسع تنظيم داعش الإرهابي ممارساته التخريبية والإجرامية بعلم ودعم من قبل ما يسمى «أصدقاء سورية» لتطول مناطق جديدة، وهو ما اضطر الدول الغربية إلى الاعتراف علنا ليس فقط بأنها كانت تعلم بتسلل الإرهابيين الأوروبيين عبر تركيا إلى سورية وإنما ساعدتهم في ذلك.
وأوضح أن الطائرات الفرنسية قامت خلال ما سمي بـ»الربيع الليبي» بإلقاء أطنان من الأسلحة إلى «المتمردين» الزاحفين إلى طرابلس الغرب بينما ظهرت هذه الأسلحة نفسها لاحقا في مالي وسورية والآن عادت لتظهر في فرنسا أيضا وهم يصمتون عن ذلك.